بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربي الثامن والثلاثون لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات المنعقد في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في الجمهورية التونسية بحضور كلا من سعادة العقيد ركن راشد سريع راشد الكعبي رئيس المؤتمر وأصحاب السعادة رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة.
وخلال فعاليات المؤتمر القىالدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة جاء فيها :-
يشرفني وأنا أرحب بكم في قبلة الأمن العربي أن أرفع إلى تونس العزيزة رئيساً وحكومة وشعبا أخلص معاني الشكر والعرفان على ما تحيط به مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة من كريم الرعاية وموفور العناية، راجيا لها اطراد التقدم والازدهار في كنف الأمن والاستقرار.
ويشرفني أيضا أن أتقدم إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بكل التقدير والامتنان للدعم الكبير الذي يوفرونه للأمانة العامة لمجلسهم الموقر، وحرصهم الأكيد على التعاون في مواجهة المخدرات وعواقبها الوخيمة.
ويُسعدني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى معالي الفريق أول ركن عبد الأمير كامل الشمري، وزير الداخلية في جمهورية العراق الذي كان يعتزم تشريف هذا المؤتمر بحضور افتتاحه ومُباركة أعماله، لولا أن ظروفًا طارئة حالت دون ذلك، مقدرا كل التقدير الجهود الدؤوبة التي يبذلها معاليه لتعزيز التعاون العربي والإقليمي والدولي في مواجهة هذه الآفة الخطيرة، كما يشهد بذلك تنظيم الوزارة الموقرة لمؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات وتعاون العراق العزيز مع مكتب الأمم المتحدة لإصدار تقرير حول طرق تهريب المخدرات وأنواعها في المنطقة، ومثمنا عاليا الدعم البناء الذي يوليه للأمانة العامة ولمكتبها المعني بشؤون الأجهزة الأمنية المساندة.
يعكس جدول أعمال مؤتمركم اليوم بعض الإجراءات التي تم اتخاذها في إطار قرارات المجلس لتعزيز جهوده في مجال الوقاية من المخدرات ومكافحتها بما يجنب مجتمعاتنا عواقبها الوخيمة.
فسينظر مؤتمركم ـ ضمن البند الخامس من جدول الأعمال ـ في نتائج اجتماع اللجنة التي انعقدت في وقت سابق من هذا العام لدراسة تعزيز جهود المجلس في هذا المجال، تنفيذاً للتوصية الصادرة عن مؤتمركم الماضي.
وستنظُرون كذلك في المشروع المشترك الذي تم إعداده بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتعزيز قدرات أجهزة المجلس والدول الأعضاء على مكافحة مشكلة المخدرات، خاصة المخدرات الاصطناعية، والذي قرر المجلس في دورته الماضية تعميمه على الدول الأعضاء لإبداء مرئياتها بشأنه وعرض الموضوع على هذا المؤتمر لدراسته.
ونظرا لاعتماد مؤتمركم الماضي النظام الداخلي لفريق العمل المعني بالتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، فقد عقد الفريق اجتماعه الأول أمس الثلاثاء وخلص إلى جملة من التوصيات معروضة عليكم في البند الثامن من جدول الأعمال.
وعلى غرار كل عام سيكون لتبادل التجارب وتقاسم الممارسات الفضلى نصيب وافر من مداولاتكم اليوم من خلال استعراض تجارب الدول الأعضاء وخططها في مجال مكافحة المخدرات.
وفي سياق الحرص على مواكبة أجهزتكم الموقرة للتطورات الإقليمية والدولية سينظر مؤتمركم في المستجدات الدولية في مجال المخدرات من حيث مراكز الإنتاج وأنماط الاستهلاك وأساليب التهريب وطرق المكافحة والتصدي، الذي سيتيح الاطلاع على الاتجاهات المستجدة في كل هذه المجالات مما يسهم في مواجهة انعكاساتها على دولنا العربية.
وسيكون البند المتعلق بنتائج اللقاءات العربية والدولية في مجال مكافحة المخدرات مناسبة للاطلاع على مخرجات هذه اللقاءات ولتدارس سبل تعزيز الموقف العربي الموحد في المحافل الدولية والإقليمية المتعلقة بالمخدرات.
لا يخامرني أدنى شك في أنكم ستناقشون هذه البنود الهامة بما عهدناه فيكم من حنكة وكفاءة، وصولا إلى نتائج بناءة تسهم في تطويق معضلة المخدرات والحد من آثارها السلبية.
وختاما، يسعدني أن أجدد الترحيب بكم، متمنيا لأعمالكم أن تكلل بالنجاح”.