
أصدر الدكتور علي فاعور كتابه الجديد بعنوان: “أزمة النزوح السوري: إدارة الأزمة، ومخاطرها في لبنان”.. من منشورات المجلس الوطني للبحوث العلمية، وهو الكتاب الثاني للمؤلف حول أزمة النازحين في لبنان، حيث صدر الكتاب الأول عام ٢٠١٥ بعنوان : “الانفجار السكاني، هل تبقى سورية وهل ينجو لبنان؟”.
ويتضمن الكتاب معطيات وبيانات إحصائية مفصلة ومدعمة بالخرائط والرسوم البيانية، مع طباعة ملونة، حول تداعيات أزمة النازحين ومخاطرها، ووضعها في إطارها الجغرافي الشامل.. مع خلاصة وتوصيات تتضمن عناوين خطة تطبيقية مفصلة لإعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سورية..
ويأتي صدور كتاب فاعور مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع عشر، وحيث باتت حالة لبنان الأسوأ والأكثر بؤسا بين دول العالم، فهو يواجه أزمة وجودية غير مسبوقة، كونه الدولة التي تضم أعلى معدل للاجئين في العالم بالنسبة لمساحة الأرض وعدد السكان..
وبينما يتناقص عدد اللبنانيين نتيجة هجرة الشباب ونقص الولادات، تتزايد بالمقابل أعداد النازحين واللاجئين، والتي باتت توازي أكثر من نصف مجمل المقيمين في لبنان، وبخاصة من السوريين الذين باتت أعدادهم الكلية تقارب الثلاثة ملايين لاجئ، مما أدى الى تحولات كبيرة في البنية السكانية الإجمالية..
وحيث يهاجر اللبناني للبحث عن عمل وجنسية ووطن في الخارج .. تتوفر بدعم دولي رعاية أممية شاملة لغير اللبناني على الأرض اللبنانية، من التعليم الى الصحة والعمل ورعاية الأطفال، حتى تم تحويل لبنان الى خزان كبير على وشك الانفجار..
الخلاصة في الكتاب أن “لبنان اليوم.. ينهار وهو على مفترق خطير…فهو يتغير بسرعة في مواجهة عمليات دمج اللاجئين المتواصلة، مما يشكل تحديا ديموغرافيا لا مثيل له، وتخيلوا كيف ستكون الصورة، وكيف ستصبح الأرقام بعد عشر سنوات؟ أو ماذا سيحدث عندما ينفجر هذا الخزان، وكيف سيؤثر هذا الحدث على لبنان؟. هذا سيؤدي إلى إغراق لبنان بالفوضى بالكامل، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية والأمنية بالغة التعقيد التي ستنجم عن ذلك والتي سوف تطال آثارها أوروبا والعالم”.
وخصص الكتاب في النهاية دراسة شاملة، حول أبرز التوصيات الممكن اعتمادها لرسم خارطة طريق العودة الأمنة للاجئين خلال السنوات القادمة.