أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي إلى أن “ما يحصل كارثي”، وقال: “ثمة غياب تام للدولة اللبنانية واستقالة كاملة للحكومة اللبنانية”، وقال: “صحيح أن اللبنانيين ينامون على شيء، ويستفيقون على شيء آخر، لكن الحكومة تنام وتنام وتنام ولا تستفيق”.
أضاف بو عاصي، في مقابلة عبر إذاعة “لبنان الحر”: “ما يحصل كارثي، فثمة غياب تام للدولة اللبنانية واستقالة كاملة للحكومة اللبنانية، فهي غائبة كليا عن الوعي، والمطلوب منها بحكم مسؤوليتها أن تعمل هي على وقف إطلاق النار”.
ولفت إلى أن “المفاوضات تحصل بين طرفين، هما إسرائيل وإيران عبر وسيطين، هما الولايات المتحدة الاميركية والرئيس نبيه بري وبغياب تام للدولة”، وقال: “الرئيس بري لا يفاوض باسم لبنان، بل هو مفوض من حزب الله، ويفاوض عن الإيرانيين، ودوره يقف عند هذه النقطة، فالدولة لم تفوضه ليفاوض باسمها، ونحن غير معنيين بمن يفوضه الحزب، الذي شلّ السلطة التنفيذية وعرقل انتخاب رئيس الجمهورية”.
واعتبر أن “التفاوض من مسؤولية هذا الأخير، فيما هو مغيب بشكل متعمد، وقال: “هذا ما أكده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقوله في عظة الأحد: من يفاوض لوقف النار؟ وباسم من؟ ولمصلحة من؟ فصلاحية التفاوض هي من أولى صلاحيات رئيس الجمهوريّة المغيب قصدا”.
أضاف: “الرئيس بري يقوم بما هو ليس من مهامه أي التفاوض في حين يتلكأ عن القيام بدوره أي فتح مجلس النواب والدعوة إلى انتخاب رئيس”.
وردا على سؤال، قال: “إن المسؤول الايراني علي لاريجاني يعمد عبر قوله حزب الله هو من ينتج صواريخه، إلى التنصل من مسؤولية إيران عما يقوم به الحزب والقول للإسرائيلي: “أنا ما خصني، أنا قاعد عاقل ما تجي صوبي”، وهذا يمثل الخبث الإيراني لأن هذا الكلام يحمل الأذية لـ”الحزب” والحماية لإيران”.
أضاف: “إن الحزب، بشكل أساسي، هو ذراع عسكري، فلا أحد يريد إلغاء دوره السياسي، رغم أنه بالمطلق وفقا للدستور لا يحق له أن يتمتع بدور سياسي لا هو ولا الحزب السوري القومي الاجتماعي لأنهما لا يعترفان بنهائية الكيان اللبناني، لكن سلاح الحزب لم يجلب سوى الكوارث والدمار. الحرب ليست “ماتش ملاكمة” بين إسرائيل و”الحزب” فبلادنا تدمر. الحرب للحرب بدعة، إذ يجب أن يكون هناك افق سياسي لأي مواجهة عسكرية، العسكر هو أداة سياسية، فما الأفق لهذه الحرب كي يسجل لبنان نقاط سياسية ويحسن وضعه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ويؤمن الاستقرار والازدهار؟”.
وسأل بو عاصي: “من كلف الحزب بخوض حرب الإسناد؟ وأين الميثاقية بتفرده بفتح هذه الحرب؟”.
وقال: “يجب أن يحاسب الحزب أمام الشعب والتاريخ لأنه مسؤول عن الدمار والحرب والأزمة الاقتصادية، وكل ما فعله منذ 24 سنة هو منع قيام دولة في لبنان والحفاظ على سلاحه بهدف تطبيق السياسة الايرانية والسعي، كما كان يقول أمينه العام الراحل حسن نصرالله لإقامة الجمهورية الاسلامية التابعة لإيران في لبنان. كل من دور الزوايا معه مسؤول عما وصلنا اليه اليوم. وهنا، أريد أن أشير إلى أن لا أحد سيساعد الحزب بإعادة الإعمار، وهذه المرة لا شكرا قطر ولا شكرا السعودية”.
وسأل: “لماذا يفاوض الأميركيون عبر موفدهم آموس هوكشتاين لوقف النار في لبنان، ولا يوجد هوكشتاين آخر يفاوض بشأن وقف النار في غزة؟ لان إيران زجّت غزة في النار وذهبت، ولم تحاول إنقاذها ولم تسأل. لقد تخلت عنها، ولا تسأل عن شعبها الذي ذبح”.
وعما يحكى عن شرق أوسط جديد سيُعمل عليه مع وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتغيير حدود الدول، قال: “لا أحد يمكنه أن يدخل الغرف السوداء ويقرر تغيير حدود الدول في الشرق الأوسط، فالأميركي دخل العراق، وكما دخل اليها خرج منها، فهل نسينا ما حصل في الربيع العربي؟”.
وأكد أن “القوات اللبنانية حزب سيادي بامتياز”، وقال: “لذا، هي ضد أي حرية تحرك لإسرائيل من أي نوع داخل الأراضي اللبنانية أكان بريا أو بحريا أو جويا، وقال: “القوات ليست معنية بما يريده رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، فهي تطالب بتسليم الحزب سلاحه منذ ٢٥ سنة، ولم تنتظر الحرب الدائرة اليوم”.
أضاف بو عاصي: “نحن مع تطبيق القرارات الدولية من 1559 الى 1680، وصولا إلى الـ1701، ولكن المشكلة اليوم لا ثقة للمجتمع الدولي بأن يفي الحزب بالتزاماته”.
وختم: “إن الأسوأ ألف مرة أن لا ثقة بالدولة اللبنانية في أن تحترم التزاماتها، وهذا ما أوصلنا اليوم للحديث عن أن إسرائيل تريد أن تضرب متى تشاء. نحن كليا ضد هذا الأمر ومع تطبيق القرار 1701، إلا أننا حذيرون من الدولة اللبنانية المتخاذلة ومن الحزب الذي ينحني دائماً أمام العاصفة لإعادة تشكيل ترسانته”.