نظم المكتب الإعلامي في منطقة جبل عامل الأولى في “حزب الله” جولة لممثلي وسائل الإعلام والصحافيين المواكبين لعودة الأهالي إلى القرى الجنوبية في أول أيام وقف إطلاق النار، بدأت من صور والحوش وصولا إلى زبقين وقانا لتختتم في مدينة بنت جبيل، حيث كان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله يستقبل الأهالي ويبارك لهم “النصر الذي تحقق بفعل التضحيات ودماء الشهداء وصبرهم وعطائهم”.
وقد رافق فضل الله وسائل الإعلام في المدينة من مستشفى الشهيد صلاح غندور وأحياء بنت جبيل وصولا إلى ملعبها البلدي حيث اختتم الجولة، وقال: “في هذا اليوم ومن هذا المكان الذي يحمل رمزية خاصة حيث وقف في أيار 2000 الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وألقى خطاب التحرير وأعلن معادلة أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، في هذا اليوم في 27 تشرين الثاني وبعد شهرين على استشهاد سماحة السيد نتوجه إلى روحه لنقول له نحن من هنا من بنت جبيل، من البياضة، من شمع، من عيتا الشعب، من يارون، من مارون الراس ومن مثلث التحرير (عيناثا، عيترون، بنت جبيل) إلى العديسة وكفركلا والخيام إلى شبعا وإلى كل القرى الممتدة على الحدود من الناقورة إلى تلال كفرشوبا وشبعا، نقول له إنّ شعبك الذي بثّيت فيه الوعي وروح المقاومة والتحدي والعنفوان والكرامة قد عاد إلى قراه وإلى بلداته في هذا اليوم، منتصرا لقضيته المقدسة المتمثلة بتحرير أرضه واستعادتها بفضل دمائك الطاهرة ودماء إخوانك الذين قضوا، ومنهم السيد هاشم صفي الدين والشيخ نبيل قاووق والقادة والمقاومين والمدنيين الذين استشهدوا في الجنوب وفي الضاحية وفي البقاع وفي بيروت وفي الجبل وفي الشمال، هذا شعبك الوفي والأبي قد عاد منتصرا بدماء كل هؤلاء المقاومين”.
أضاف: “اليوم كان المقاومون في بليدا وأطراف يارون ومارون الراس وفي عيتا الشعب على الحدود تماما، وكانوا يقاتلون حتى اللحظات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، وما جرى بثمن غالٍ وبتضحيات كبيرة هو انتصار على أهداف الحرب الإسرائيلية، لقد طرح نتنياهو بأنّ إسرائيل بيتها من الفولاذ هكذا قال ردا على سماحة السيد ولكن بعد شهرين على محاولة الاحتلال، ها نحن في بنت جبيل التي حاول الدخول إليها في هذه الحرب وفشل، فشل من أطراف عيترون ومن أطراف عيناثا ومن أطراف يارون ومن أطراف مارون كما فشل في ال 2006 وكان هدفه الوصول إلى هنا ليرفع العلم الصهيوني في مكان الخطاب الذي أطلقه سماحة الأمين العام”.
وتابع: “اليوم نحن نأتي لنعلن من بنت جبيل وبكل ثقة أنّنا انتصرنا على آلة القتل الإسرائيلية، صحيح أنّ هناك تدميرا وشهداء وتضحيات ولكن أمام الهدف الذي وضعه العدو تصبح هذه الأثمان غالية في مقابل النتائج الكبيرة التي تحققت، لقد وضعت حكومة نتنياهو أهدافا كبرى لحربها، شرق أوسط جديد وتغيير بنية لبنان ووجهته وتدمير المقاومة ونزع سلاحها وإقامة منطقة عازلة في جنوب الليطاني وإعادة المستوطنين بقوة النار، ولكن ماذا تحقق من هذه الأهداف؟ ها نحن في جنوب الليطاني وقرب الحدود والمقاومون الذين كانوا يقاتلون وبقوا يقاتلون، خرج بعضهم اليوم لمساعدة أهله في العودة وفتح الطرقات وتأمين العودة الآمنة لهؤلاء الشرفاء، مشهد العودة من صيدا إلى الجنوب يكمل مشهد المقاومين في الميدان، هناك ثلاثية حققت هذا الإنجاز التاريخي مقابل الأهداف الكبرى”.
وأردف: “قبل أن يأتي أحد ويقول لنا ان هناك تدميرا وشهداء ودماء، نقول ان الأهداف الكبرى التي وضعها العدو هي تدميرنا وشطبنا من المعادلة حتى شطب لبنان، وثلاثية الانتصار هي صمود المقاومة وتضحيات هؤلاء المقاومين والدماء العزيزة من دم السيد حسن نصر الله إلى دم كل شهيد مقاوم ومدني، أيضا عودة الأهل إلى الديار مرفوعي الرأس بكرامة، والمعركة السياسية التي خاضها لبنان من خلال المفاوضات التي قامت بها الدولة من خلال دولة الرئيس نبيه بري والحكومة ومن خلال التعديلات التي قدمتها على الورقة الأميركية الأولى التي حملها الموفد الأميركي”.
وختم: “اليوم نحن أمام إنجاز وطني يتمثل بأنّنا لم نخضع للشروط الإسرائيلية ولم نقبل بالشروط الإسرائيلية والمقاومة باقية وموجودة في كل بيت وفي كل مكان، والجيش اللبناني يقوم بإجراءاته الطبيعية وهو خاضع للسلطة السياسية للحكومة اللبنانية وهو ابن هذه الأرض وقدم الدماء، الجيش اللبناني يبسط السلطة الأمنية بشكل طبيعي وهو موجود في الجنوب ويعزز الإجراءات وبكل تعاون وبكل محبة وتلاق مع الناس والمقاومة والقوى السياسية ورأيناه اليوم يسهل العودة للناس كما كانت حركة أمل وحزب الله يسهلان من خلال الهيئات المدنية العودة إلى المناطق الجنوبية، هذه المنطقة التي دمرت الكثير من بيوتها لنتذكر بنت جبيل دمرت أكثر من ذلك في 2006 وأعيد إعمارها، وبالتعاون بيننا وبين الحكومة وبين كل الجهات التي تريد المساعدة سنعيد إعمار كل هذه القرى، وكل هذا الدمار الذي رأيتموه هو جزء من محاولة العدو الإسرائيلي إلحاق الأذى بالناس كما فعل في الليلة الماضية، لكن كل ذلك سقط أمام مشهد العودة المظفرة لأهلنا وشعبنا”.