دان راعي أبرشية صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري في بيان، “تدنيس لكنيسة دير الشهيد ماما للروم الأرثوذكس في بلدة دير ميماس من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي”، وقال: “فوجئنا بالأمس بالجنود الصهاينة يسرحون ويمرحون في أرض ديرنا المقدس، دير الشهيد ماما في بلدة دير ميماس. كانوا يسخرون من الطقوس المسيحية، ويسهتزئون بمقدساتنا، ويوجهون الإهانات إلى أبناء كنيستنا الذين يؤمنون بسر الزواج المقدس الذي باركه الرب يسوع في عرس قانا الجليل، هم يستهزئون لأنهم لم يؤمنوا بالسيد المسيح الذي وصفهم بأولاد الأفاعي، ولم يفهموا رسالته الإلهية. السيد المسيح، بارك الزواج في عرس قانا الجليل بين رجل وامرأة، هذا الزواج سر مقدس يبنى على المحبة والتضحية والاحترام والانفتاح على الآخر، ويؤسس عائلة مسيحية ترتكز على مبادىء الأخلاق المسيحية”، كما يسميها بولس الرسول، والمساواة بين الشريكين، وليس على الانحرافات اللاأخلاقية التي أتى بها هؤلاء التافهون والخارجون على كل القوانين الإنسانية والإلهية”.
واستنكر “بشدة التصرفات الهمجية والحركات البربرية التي قام بها الجنود الصهاينة الأنجاس في أرجاء الدير المقدس”، معتبرا أن “هذا الدير الذي شهد للمسيحية خلال قرون طويلة ما زال حتى يومنا هذا”، وقال: “صاحب هذا الدير القديس الشهيد ماما ضحى بنفسه في سبيل الحفاظ على الإيمان المسيحي والدفاع عن كرامة الإنسان، ولم يرضخ لتهديدات الحكام الذين أرادوا إجباره على إنكار السيد المسيح، وهذا يذكرني بقول الرسالة الى العبرانيين عن النبي موسى بأنه اختار الشقاء مع شعب الله على التمتع الوقتي بالخطيئة في قصور فرعون”.
أضاف: “هؤلاء البرابرة لم يدركوا سمو وعمق الفكر المسيحي وعظمة الشهادة والشهداء في الكنيسة، قال السيد المسيح في هذا السياق: ليس حب أعظم من هذا: أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه (يو 15 :13)، مشبها الشهيد بحبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة، حبة الحنطة إن لم تمت تبقى وحدها، ولكنها إن ماتت ودفنت في الأرض تعطي ثمرا كثيرا (يو 12 : 24)”.
كما دان “بشدة الاستهداف المباشر للبيوت المأهولة بالسكان الآمنين، وكذلك استهداف الجيش اللبناني الذي يضحي ويقدم الشهداء في سبيل المحافظة على لبنان وشعبه”.
وحيا “هذا الجيش العظيم”، وقال: “نشكره مقدرين عاليا تضحياته وتضحيات القوى الأمنية بكل أجهزتها.
وكذلك، نشكر عناصر اليونيفيل الذين دفعوا أثمانا باهظة من أجل استقرار جنوبنا وراحة شعبنا. وكذلك، نشكر الصليب الأحمر بفرعيه اللبناني والدولي والأطباء والمسعفين وفرق الدفاع المدني الموجودين في المنطقة، وكذلك الهيئات والجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية التي تساعد الأهالي على الصمود. ونسأل الله أن يحفظ لبنان وشعبه ويمنحه السلام والطمأنينة والرخاء”.