أكد النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء النائب غسان حاصباني أن “القوات اللبنانية تتعاطى مع جلسة 9 كانون الثاني بجدية تامة”، وقال: “كلما اقتربنا من الاستحقاق الرئاسي كلما ظهرت تقاطعات وتفاهمات حول أسماء محتملة نذهب بها إلى مجلس النواب بدورات متتالية إلى أن نصل إلى اسم يحصل على الأكثرية”.
وفي مقابلة عبر “صوت كل لبنان”، سأل: “هل كنا بحاجة إلى الحرب والدمار للخروج بخلاصة أنه يجب التخلي عن فكرة الحوار والذهاب نحو العملية الديمقراطية في وقت كان بإمكاننا عقد جلسة الانتخاب منذ سنتين؟”.
وحذر من أنه “اذا كان هناك اليوم نوع من محاولات لاستلحاق الوقت قبل 20 كانون الثاني ودخول العامل الأميركي على الخط، فقد تكون هذه خطوة غير محسوبة لتمرير رئيس يقف عائقاً لست سنوات أمام ما يتم الترتيب له في المنطقة مع أهمية ان يكون الاستحقاق داخلي، لكن مع رئيس بأمكانه التعاطي ايجابياً مع متطلبات المرحلة دوليا”.
سوريا، أشار الى ان “سقوط نظام آل الاسد هو نتاج عمل تراكمي ونقطة تحوّل كبيرة في المنطقة” وقال: “هذا المسار بدأ منذ أول الألفية بحيث شهدنا متغيرات في الشرق الأوسط من العراق الى انسحاب جيش النظام السوري من لبنان في العام 2005. هذا النظام تفكّك تدريجياً على مدى الـ14 عاماً الماضية وهو ساقط عملياً منذ العام 2012 . لقد كان موجوداً في الشكل وبقي بدعم إيراني وروسي. أذرع إيران تتفكك الواحدة تلو الأخرى وعلى الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه. في جميع الاحوال ما يحصل اليوم في سوريا أفضل مما كانت عليه الأمور في ظل نظام الاسد الديكتاتوري المتغطرس والذي شكل خطراً كبيراً على لبنان”.
ورداً على سؤال، أجاب: “احتمال الفوضى العارمة موجود ولكنه غير كبير. أشك أن تحصل فوضى في سوريا تنسحب على لبنان حتى لو شهدت بعض الفوضى الموقتة بانتظار قيام نطام جديد، إذ ان المناخ الدولي يشهد عودة للاهتمام في المنطقة سياسياً وأمنياً وإستراتيجياً. هناك إهتمام دولي بالمنطقة للوصول الى الاستقرار لأن اهتمام الولايات المتحدة سينصب نحو الصين في المستقبل”.
ولفت الى أن “حرب أوكرانيا ايقظت الغرب على ما كان يتجاهله بشأن مصادر الطاقة وخطوط الامدادات”. وقال: “سوريا وتركيا هما معبر لأنابيب الغاز المحتملة إما من قطر أو إيران. كما ان سوريا هي معبر من خلال لبنان الى شرق المتوسط للتجارة. إيران سعت للسيطرة على هذا المعبر من أجل وصولها نحو أوروبا. المد الايراني جزء منه العراق ولكن الجزء الاخر سوريا ولبنان. لم تستسغ روسيا الأمر ودخولها الى سوريا كان لقطع الطريق أمام ذلك”.
ولفت الى أن “هذه العوامل الجيو-سياسية والاقتصادية في الشرق الاوسط حتّمت تغييراً كاملاً إستفادت منه إسرائيل لتنظيف ما قد يشكل خطراً عليها”. أردف: “هذا التغيير قد يكون تمهيداً للوصول الى ما يتكلم عنه الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب من نوع من التطبيع قد يصل الى سلام في الشرق الاوسط. هناك اختبار نوايا بين إسرائيل والإدارة الموقتة في سوريا وقد يحصل تطبيع في مرحلة من المراحل”.
حاصباني الذي ذكّر أن “نظام الاسد والحزب اعتادا على التكاذب والتحايل على الغرب والمجتمع الدولي مثلما حصل في العام 2006 فلا الحزب التزم ولا إسرائيل التزمت بتطبيق القرار 1701″، اشار الى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري وافق على اتفاق وقف اطلاق النار والحزب وافق على تطبيق القرار 1559 ضمنا والذي يقضي بتفكيك بنيته العسكرية”.
ولفت الى أن “هناك اتفاقاً جانبياً بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن اتخاذ إجراءات في حال لم يتم تطبيق الاتفاق خلال مدة الـ60 يوماً”، معتبراً ان “تطبيق القرار 1701 مبكراً كان ليجنب لبنان الكثير وما كنا لنصل الى هذه المرحلة من الاستسلام”.
ورداً على سؤال أجاب: “إن الحزب مفلس ولا يدفع بشكل كاف للأسر المتضررة ومقولات صرف الأموال مبالغ بها ولا تكفي، وهي محاولة لنفخ الحزب”.
وفي ملف المعتقلين اللبنانيين في سجون الاسد، أشار الى انه “في ظل الفوضى القائمة حالياً في سوريا، تواصل القوات اللبنانية يتم عبر المؤسسات الدولية المعنية ومع المؤسسات العاملة على الأرض في سوريا لمعرفة مصير المفقودين والمعتقلين قسراً في سجون الأسد”.
في الختام، أعلن حاصباني “ألا زيارة لأي وفد من القوات اللبنانية الى سوريا في المرحلة الحالية”، مشدّداً على ان “المشكلة لم تكن يوماً مع الشعب السوري بل مع النظام، والدعوى التي تقدمت بها القوات ضد الأسد ونظامه ستتخذ مسلكها القضائي وسيكون هناك محاكمات دولية في جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان ونحن نتابع الموضوع”.