تجمع اليوم مئات السوريين في ساحة الامويين في دمشق ، مطالبين ب”إرساء دولة مدنية ديموقراطية وبإشراك النساء في بناء سوريا الجديدة”، في أول تحرك من نوعه منذ وصول السلطة الجديدة التي تقودها “هيئة تحرير الشام”، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وتجمع رجال ونساء من أعمار مختلفة، قرب نصب السيف الدمشقي الشهير، مرددين هتافات عدة بينها “الدين لله والوطن للجميع”. وحمل بعضهم لافتات مطالبة “بدولة المواطنة والقانون” و”العلمانية”. وجاء في لافتة أخرى “نريد ديموقراطية وليس دينوقراطية” (تيوقراطية).
ويخشى سوريون كثر من توجه السلطة الجديدة إلى إقامة نظام حكم ديني وإقصاء مكونات سورية واستبعاد المرأة من العمل السياسي، رغم سعي الهيئة إلى طمأنة الأقليات الدينية في البلاد واعتمادها خطابا أكثر اعتدالا.
وكرر المتظاهرون مرارا هتاف “واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد” في إشارة ضمنية إلى رفض التمييز أو محاولات الإقصاء.
واقتصر وجود “هيئة تحرير الشام” على بضعة مقاتلين مسلحين، بعضهم مقنع، جالوا بين المتظاهرين. وتحدث أحدهم إلى حشد حوله، معتبرا أن “الثورة السورية العظيمة انتصرت بقوة السلاح” قبل أن يقاطعه المتظاهرون بهتاف “يسقط يسقط حكم العسكر”.
وجاءت المطالبة بحق المرأة في المشاركة في العمل السياسي بعد أيام من تصريح أدلى به المتحدث باسم الإدارة السياسية التابعة للسلطة الجديدة عبيدة أرناؤوط أثار انتقادات عدة.
وقال أرناؤوط: “إن تمثيل المرأة وزاريا أو نيابيا أمر سابق لأوانه”، معتبرا أن للمرأة “طبيعتها البيولوجية وطبيعتها النفسية ولها خصوصيتها وتكوينها الذي لا بد من أن يتناسب مع مهام معينة”.
وأثار التصريح امتعاض سوريات شاركن في التجمع.
ولطالما شاركت المرأة السورية في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلدها. وغالبا ما ترواحت نسبة النساء الممثلات في البرلمان والحكومات المتعاقبة بين 20 و30 في المئة.