ترأس الخورأسقف اسطفان فرنجية قداسًا احتفاليًا لمناسبة عيد الدنح المجيد في كنيسة مار يوحنا – زغرتا، عاونه الشماس إدوار فرنجية، بخدمة جوقة الرعية، ومشاركة حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل كانت عظة للخورأسقف قال فيها: “اليوم عيد الدنح، عيد الظهور .فكما في عيد الميلاد احتفلنا بمولد يسوع بالجسد واصبح بقدرتنا البشرية أن ننظر إلى الأقنوم الثاني، الابن بالجسد لأنَّه أصبح جسدًا. اليوم تحتفل الكنيسة بعيد الظهور الاقدس .ونحن نؤمن بإله واحد آب وابن وروح القدس. وفي هذا العيد نحتفل بظهور هذا الاقنوم.”
وتابع: “مع الأسف فإنَّ الانسان يسعى دائمًا الى ما يرى ويرتاح به، ولكنَّه يأبى او یرفض التفكير بما لا يرى. فكما ننظر إلى الذي لا يُرى بالعينين، علينا أن ننظر في عيون قلوبنا، وأن نفكّر بما لا يُرى وهو الاهم في حياتنا البشرية. هناك اشياء مادية لا نستطيع أن نراها، لقد مرّت علينا فترة كورونا الذي فتك بالبشرية وهو فيروس لا يرى . أما اليوم نحن مدعوون إلى أن نلتفت إلى ما كشفه يسوع إلى هذا الانجاز الكبير الى هذا الثالوث. الروح القدس يعيش معنا، يفدينا، يُذكّرنا بما قاله الإبن لأننا من دونه لا نستطيع شيئًا، وعلينا أن نعترف بكل تواضع بأن قدراتنا البشرية ضعيفة. وليس كل ما لا نراه بأعيننا غير موجود، كما علينا ان نختبر حضور الروح القدس والآب في حياتنا، من خلال الخبرة الايمانية ، خبرة الصلاة ، والذي يرى الإبن يشعر بوجود الروح القدس في حياته، الروح القدس الذي ينصر ضعيفًا ويجعلنا نفهم يسوع وكلمات يسوع.”
وقال: “في العماد نحن نصبح ورثة الملكوت السماويّ مع يسوع فيما نحن نهتم بالورثة الماديّة. نصلّي للرب في هذا العيد الكبير بأن “دعنا يا رب نلتفت إلى ثالوثك ودعنا نرى ما لا يُرى، دعنا نعيش كما تريد أنت وأن نشعر ونفهم قيمة ملكوتك السماوي الذي هو في داخلنا وليس فقط بعد الموت. علينا أن نصلّي وأن نقرأ الكتاب المقدّس ونتأمّل به. كلّنا يعلم أن الحبّ مهم في حياة الإنسان ولكن من منّا رأى الحبّ لكننا نرى مفاعله فنرى حنان أمّهاتنا وآبائنا حتى الكره والبغض لم يراهما أحد، لكننا نشعر بهما من خلال أعمال وتصرّفات الأشخاص في حياتنا البشرية ونرى القتل والإلغاء والنميمة. اليوم مطلوب منا بعدما أعلن لنا يسوع حقيقة الله أن نختبر هذه الحقيقة وأن نغمض عين الجسد ونركّز على عين الفكر والقلب. وأن نبحث عن الحقيقة التي كشفها لنا الرب يسوع في قوله إلى فيليوس:” أنا معكم كل هذا الزمان” وتقول لي لم أرَ الآب، الذي يرى يسوع يرى الآب”.
وختم: “يوم معموديتنا هو أجمل يوم في حياتنا وهو أثمن يوم في حياتنا ، فيه ضمّنا يسوع إليه وإلى عائلته الثالوثية وجعلنا ورثته. إذا لم نعرف قيمة هذا الحدث الكبير علينا أن نعود ونتأمّل ونقرأ لنفهم قيمة هذا العيد وقيمة عمل يسوع والثالوث الأقدس في هذا العالم”.