
افتتحت “دار البنان” الصالة الكبرى للكتب والألعاب الفكرية في دير الزهراني، بمشاركة نخبة من الشخصيات الأكاديمية والتربوية والثقافية والاجتماعية والإعلامية ، وجمع كبير من الأهالي والطلاب، وكان في استقبالهم أسرة “دار البنان”.
بعد النشيد الوطني كانت كلمة ترحيب وتقديم من حسن خازم اعتبر فيها أنه “في قراءة الكتب وممارسة الألعاب الفكرية عنايةٌ بالعقل والروح، وأنه كلما ازداد ارتياد الناس هذه الصالات ازدادت الحياة زهوًا، ارتقت الأخلاق رفعةً، وسما العقل ضوءًا”. وأشار إلى أن “الكتب والألعاب الفكرية معقل العقل وحصنه، أفلحَ من ارتاده وأوى إليه. دار البنان فراشة في عالم التربية، كل عمل تقوم به، كل رفرفة لجناحيها تسبب أثر خيرٍ فكري تمتد فوائده لكل العالم! آخر رفرفات دار البنان، الصالة الكبرى للكتب والألعاب الفكرية”.
كلمة الدار ألقاها الدكتور سلطان ناصر الدين وأكد فيها على الرسالة “السامية للدار: أن ننتج الكتاب الوازن القيم وأن نقدم اللعبة الفكرية الهادفة المحفزة، أن نمنح أطفالنا وفتياننا وفتياتنا كتبًا وألعابًا تُنْبِتُ في عقولهم أسئلة، وتنمي في قلوبهم قيمًا، وتضيء في عيونهم شرارة الاكتشاف”. وقال: ” الكتب بالنسبة إلينا هي معارف من نور، ومفاتيح للخيال، تُسهم في بناء الإنسان المفكر الحر. كتبنا تهمس في آذان الأطفال: احلموا، وتهمس في قلوب الفتية والفتيات : فكروا واسألوا، وتهمس في عقول المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات : ازرعوا”.
وقال: “في عالم يضج بالصخب المتسارع يظل الكتاب صوت الحكمة الهادئ الذي يسمعه أولادنا بوضوح ونقاء. صالة العرض هذه هي امتداد لرؤيتنا : فضاء يحتضن الإبداع ، ويرحب بكل باحث عن المعرفة الخضراء، وبكل أب وأم وكل معلم ومعلمة يطمحون لغرس حب الكتاب في قلوب الأبناء، ويدركون أن التربية تبدأ بكلمة، تبدأ بكتاب، وبلعبة فكرية”.
وختم: “الكتاب في أيدي أولادنا ليس تَرَفًا، بل هو حق من حقوق الطفولة. واللعبة الفكرية في أيدي أولادنا ليست بَذْخًا، بل هي حق من حقوق الطفولة”.
ثم كانت كلمة للخبير في عالم النشر والكتاب الدكتور جاد عاصي اعتبر فيها أن” الكتاب واللعبة الفكرية وجهان لهدف واحد، يتشاركان، يتكاتفان، يسيران معًا في درب يهدف إلى بناء الفكر؛ وبناء الفكر ثروة عظيمة”. وشدد على أن “الكتاب كان ولا يزال حاجة للبشرية”.
وتحدث راعي الاحتفال الدكتور أنور كوثراني، فشبه “دار البنان بحديقة مزدهرة، حيث يلعب القائد دور البستاني”. وقال: ” الكتب هي بذور المعرفة التي تُزرع في عقول الأطفال، واللعب هو الماء وأشعة الشمس التي تغذي هذه البذور. معًا، تحفز الإبداع والتفكير النقدي وحب التعلم مدى الحياة. ولكن هذه الحديقة لا تنمو بدون رعاية؛ إنها تحتاج إلى قيادة واعية تهتم بها، وتحميها من الأعشاب الضارة، وتضمن لكل طفل فرصة للنمو”.
ورأى أن “الذكاء الاصطناعي يصبح أداة البستاني، يساعدنا في ري البذور، وتحديد التحديات، وتقديم الرعاية المخصصة لكل طفل حتى يصل إلى إمكاناته الكاملة. ولكنْ بغض النظر عن تقدم التكنولوجيا، تبقى الكتب حجر الأساس للتعلم”.
بعد ذلك كرمت “دار البنان” ممثلة بناصر الدين راعي الاحتفال بهدية تذكارية. جرى بعدها افتتاح الصالة التربوية التي تتألف من طبقتين وتتضمن مجموعات كبيرة ومنوعة من الكتب التربوية والعلمية والثقافية لمختلف الأعمار، ومن الألعاب الفكرية والوسائط التعليمية ، وتتوزع على مساحة 600 متر مربع.