
فتحت عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية أبواب النشاط الثقافي على جديد علم النفس في العالم، كما فتحت أبوابها لأخصائيين ومهتمين من الوسط المهني ومن الجامعات الأخرى.
وكان النشاط حول موضوع عميق يشكّل مسارا على مستوى الاهتمامات العالمية: ” منهج داود أو المنهج الكلي: العلاج باللعب والفن والإبداعية”.
افتتحت عميدة كلية الآداب البروفسورة سهى الصمد الندوة، ورحبت بالحضور، معبرةً عن اعتزازها بهذا اللقاء “الذي يعكس التزام الجامعة اللبنانية بدعم البحث العلمي والتجديد في مجالات العلاج النفسي والإنساني”، كما أبرزت أهمّية أن “تكون عمادة كلية الآداب منصة تفتح الآفاق، وتطرح المواضيع المرجعية والمجد ِدة على مستوى العلوم الإنسانية في العالم وأشادت بأهمية منهج داود الذي لقي اهتمامًا واسعًا من النفسانيين والباحثين على اختلاف أعمارهم وخبراتهم”.
من ثمّ رحبت المنسقة العامة لاختصاص علم النفس الأستاذة الدكتورة نبال الحاج بالحضور، شاكرة العميدة سهى الصمد على رعايتها، ومؤكدة “المكانة المرموقة التي يحتلها منهج داود ضمن المجالات العلاجية الحديثة، وعلى قدرته في إثراء العمل النفسي بتقنيات متكاملة تجمع بين اللعب، والفن، والإبداعية، مما يجعله محل اهتمام متخصصين من مختلف الأعمار”.
وقدّم البروفسور جان داود، مؤسس المنهج، عرضا علميا (قرنه ببعض الشواهد العملية)، واستعرض الفلسفة والأسس النظرية والعملية والعلمية لمنهجه المعروف عالميًا بـ”المنهج الكلّي: العلاج باللعب والفن والإبداعية”.
وأوضح أن “هذا المنهج يُشكّل منطلقات لتحوّلات على مستوى العلاج النفسي في الزمن الرقمي. وأكّد على ضرورة حماية مهنة النفساني، والأبحاث، بتعزيز فرص التدرّب والالتحاق بمختبره العلمي، لاستكشاف فلسفة وبنية المنهج والمقاربة. فالعلاج النفسي ليس تطبيقا لتقنيات علاجية منفصلة، إنّما هو رؤية شمولية تهدف إلى بناء الإنسان الحر والمتصالح مع ذاته، القادر على الإبداع والشفاء الذاتي”.
وأشار إلى أن “الهوليستيك ستوديو يُعدّ أحد مختبرات التدريب الرائدة العاملة مع مؤسس المنهج، حيث تلقى المئات من المعالجات والمعالجين والمتدربين تدريبًا مكثفًا أثمر نتائج علاجية استثنائية أكان في إعادة تأهيل المدمنين، أو مع كبار السن، أو مع المراهقين، أو مع المعنفين والخارجين من الصدمات، أو في بناء السلام مع الذات، أو في مناهضة العنف، أو في بناء النهوض المستدام”.
كما استعرض البروفسور داود الدراسات والأبحاث التي أكدت فاعلية المنهج الكلي في تحسين حالات نفسية معقدة، مثل اضطراب ثنائي القطب، وزيادة مؤشرات النهوض المستدام والمرونة النفسية (الريزيليانس) لدى المستفيدين بنسبة تزيد على المائة نقطة بعد عشر جلسات علاجية فقط.
ويُذكر أن المنهج الكلي قد تم اعتماده كمادة تعليمية رسمية ضمن مناهج قسم علم النفس في الجامعة اللبنانية منذ ثمانينيات القرن الماضي بشكل يؤكد استشراف الجامعة اللبنانية لمستقبل التطورات العلمية. وأثبتت الممارسات والأبحاث صحة هذا التوجه وأهميته العلمية والإنسانية كمنهج مستقبلي في مجال العلاج النفسي والإبداعي.
في ختام الندوة، وجّه البروفسور جان داود شكره العميق لإدارة الجامعة اللبنانية وعمادة كلية الآداب ورئاسة قسم علم النفس وأساتذته، كما عبّرعن تقديره “للدور الرائد الذي تلعبه الجامعة في ترسيخ الفكر النقدي والبحث العلمي رغم التحديات الصعبة”، وشكر المجموعات الشبابية الـتي أتت من مناطق بعيدة، ومن جامعات أُخرى.
كما تكلّم بعض المتدربين وقدموا شهادات حية عن تدربهم مع داود، وكانت أجواء تفاعلية عكست حماسة علمية رائعة لدى الحضور الكثيف.