
نظمت الحركة الثقافية – انطلياس طاولة مستديرة حول كتاب الدكتورة بيرت بيطار مخلوف الصادر عن دار ” le lys bleu” في باريس بعنوان Libanais(e)» «Tout à fait «كلّو لبناني»، شاركت فيها البروفسورة ديزي غازي خليفة والبروفسورة هدى رزق حنا التي قدمت المتحدثين وادارت الندوة، بحضور حشد من الشخصيات الفكرية والاكاديمية والروحية والثقافية والاجتماعية والمهتمين باللغة والمجتمع.
حنا
بداية النشيد الوطني، ثم افتتحت الدكتورة هدى رزق حنا بكلمة تأملية قرأت فيها روح الكتاب، فحيّت “شجاعة المؤلفة في تناول اللغة اللبنانية اليومية بما تحمله من عفوية، وتناقض، وسحر خاص”، لافتة الى أن الكتاب “يذهب الى أبعد من التوصيف اللغوي، إلى تشريح اجتماعي رشيق يلامس تفاصيل الحياة اليومية التي قد نمرّ بها بلا انتباه”. وأضافت أن “ما كتبته الدكتورة مخلوف يصلح أن يكون مادةً قرائية ممتعة في المدارس والجامعات، لقدرته على تحفيز النقاش حول الهوية والانتماء والسلوك الجماعي. وأهميته تكمن في أنه يتناول الابعاد الوطنية والبيئية المستدامة والإقتصادية والاجتماعية”.
خليفة
ثم ألقت الدكتورة خليفة كلمة استعرضت فيها “كيف حافظت الكاتبة منذ مراهقتها على شغف بالقراءة والملاحظة، وتحولت لاحقًا إلى تحليلٍ دقيقٍ في كتابٍ يفيض بالحياة. توقفت عند بعض المشاهد اللافتة، مثل مشهد تقديم واجب العزاء دون معرفة المتوفى، أو توصيف «قهوة الصبحية» اللبنانية وطقوسها، أو «موزّع الأركيلة» الذي يتحوّل في لحظة إلى نجمٍ على دراجة نارية تتطاير منها الشرارات كنيزكٍ يمرّ في ليل بيروت”. وأشادت خليفة ب”الموهبة السردية لدى الكاتبة”، داعيةً إياها إلى “خوض غمار الرواية، ربما على خطى أغاثا كريستي، التي طالما أحبّتها”.
مخلوف
ثم كانت كلمة المؤلفة الدكتورة برت البيطار مخلوف فاستعرضت خلفية ولادة الكتاب، من شغف الطفولة بالقراءة، إلى فضول الملاحظة، إلى الرغبة في تدوين مشاهدات من قلب الواقع اللبناني، بقالب لغوي بسيط لكن محكم. تحدّثت عن اللغة اللبنانية المحكية بوصفها مرآة لواقع اجتماعي مضطرب أحيانًا، جميل غالبًا، مضحك في تناقضاته، ومؤلم في صدقه. شرحت كيف أن الكلمات التي نستخدمها كل يوم، مثل «حبيبي» أو «بُكرا»، تحمل دلالات لا نهائية، تتقلّب بتقلّب النبرة والسياق”. وأشارت إلى أن “هدفها لم يكن السخرية من اللبناني، بل الضحك معه… على نفسه، بمرآةٍ فيها حب وفهم وتسامح”.
في ختام الأمسية، تم توقيع الكتاب الذي “يحمل نفحة تأمّلٍ صادقة في هويتنا المركّبة”، كما صوّرتها الدكتورة برت البيطار مخلوف.