
رأى إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة، في خطبة الجمعة، أن “عاشوراء هذا العام تطلّ والدم ما زال نازفًا”.
وقال: “يزيد الأمس لم يُدفن، بل أعاد الاحتلال الإسرائيلي تمثيله بوقاحة فاقت كل توصيف، كما حاصر يزيد آل بيت النبوّة وقتلهم ظلمًا، ها هو العدو الصهيوني يحاصر غزّة، يقتل الأطفال، يدمّر البيوت، ويعربد في الجنوب اللبناني، ينتهك الأرض والسماء، ويحوّل المجازر إلى روتين يومي بلا مساءلة ولا خجل.”
أضاف: “رغم توقف الحرب بين إيران والكيان، وتحوّل خطاب الإقليم إلى التهدئة، إلا أن العدو لا يزال متفلّتًا من كل قيد، يواصل اعتداءاته متجاهلًا كل الأعراف والمواثيق الدولية.”
واعتبر أن “عيون الجنوبيين والمناطق المنكوبة لا تزال شاخصة نحو وعود الإعمار، تسأل بمرارة: هل ما نراه تأخيرًا تقنيًا، أم تسويفًا متعمّدًا؟”
وطالب “الدولة بالإسراع في الإصلاح الإداري تمهيدًا لانتظام عمل المؤسسات”، منبّهًا إلى أن “بيروت تعجّ اليوم بصهاريج المياه بسبب أزمة الانقطاع، في حين أن التصريحات وحدها لا تصنع حلولًا.”
وفي الملف الفلسطيني، نوّه بالتحرك المصري الأخير، داعيًا له “بالنجاح، رأفةً بأهلنا في غزّة”، معتبرا أن “مصر، بما تمثله من ثقل تاريخي وروحي، تبقى عنصرًا أساسيًا في حماية الكرامة العربية”.
تابع: “لو لم تكن عاشوراء في وجدان هذه الأمة، لما بقينا نقاوم، ولا انتصرنا لمظلوم، ولا ثبتنا أمام هذا السيل من الظلم والطغيان.”
وشدّد على أن “ما يُسمّى بالاتفاق الإبراهيمي، ليس سوى غطاء سياسي لدفن القضية الفلسطينية، وضرب الهوية العربية الجامعة.”