
إفتتحت بلدة جويا فعاليات مهرجان “دورة الإمام موسى الصدر وشهداء البلدة لكرة القدم”، نظمها “نادي النصر الرياضي جويا”، على ملعب السيد حسين أمين فضل الله طاهر، في حضور النائب حسين جشي، رئيس بلدية جويا فواز فواز، مسؤول مكتب الشباب والرياضة في حركة “امل” – اقليم جبل عامل الدكتور غسان جابر، رئيس أساقفة صور للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جورج اسكندر ممثلا بالاب ريشار فرعون، رئيس “نادي التضامن” جهاد قنديل، رئيس اتحاد الجنوب الفرعي لكرة القدم إبراهيم دبوق ممثلا بعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد حسين طراد وفاعليات روحية واجتماعية ورياضية وحشد من محبي اللعبة.
إستهل المهرجان بالنشيد الوطني، وترحيب من “نادي النصر” بالحضور والمشاركين، ثم القى النائب جشي كلمة، حيا فيها المشاركين ومنظمي الدورة “في هذه البلدة التي قدمت التضحيات الجسام من اجل الجنوب والوطن”.
فرعون
والقى الأب فرعون كلمة المتروبوليت اسكندر، قال فيها: “حضورنا اليوم كمطرانية لنؤكد الشراكة الروحية والاجتماعية ودعم الشباب والرياضة كجسر للوحدة وصون الكرامة، ونشكر لكم دعوتكم الكريمة، ونثمن جهد كل من عمل على تنظيم هذه الدورة في الذكرى الحاضرة في ضمير الوطن وهي ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، الإمام الذي كان صوتا للوحدة وناطقا باسم كرامة الإنسان، وداعيا ثابتا إلى دولة العدل والقانون والعيش الواحد”.
اضاف: “لسنا اليوم بمجرد افتتاح رياضي، نحن نفتتح مساحة لقاء تشبه لبنان الذي نحلم به، ملعب واحد وقواعد واحدة وفرق تتنافس بكرامة لا بعداوة، وبحماسة لا بحقد. الرياضة وخصوصا كرة القدم ليست ترفيها فحسب، إنها مدرسة حياة تربي فينا الانضباط واحترام القوانين وروح الفريق والقدرة على تحمل الخسارة بلا يأس، والاحتفال بالفوز بلا كبرياء في الملعب”.
واشار الى ان الامام الصدر “نادى بوطن يتسع للجميع وبعيش واحد يصان بالعدالة والاحترام المتبادل. كان يذكر بأن الإنسان هو قيمة القيم وأن بناء الدولة يبدأ من صناعة مواطن صالح شجاع ومسؤول. ونحن، في هذه الساعات الرياضية، نحول الذكرى صلاة عملية على أرض الواقع: حين تصافح الفرق بعضها قبل المباراة وبعدها، نحن نجدد عهد الأخوة. شكرا للبلدية وللأندية وللمدربين على الدعوة”، وقال: “نلتقي اليوم في جويا، قلب الجنوب، حيث العيش الواحد ليس شعارا يقال، بل سيرة حياة تعاش”.
وتابع: “كم نحتاج لأن يظل ملعبنا اللبناني واحدا مهما اختلفت الألوان والانتماءات، وأن نلعب جميعا باتجاه مرمى الصالح العام: حماية الإنسان وصون كرامته وفتح أبواب المستقبل أمام أبنائنا وبناتنا. هذا ما دعا إليه الإمام المغيب، وهذا ما نؤكده اليوم: لا مستقبل بلا وحدة ولا وحدة بلا عدالة واحترام”.
جابر
ثم القى جابر كلمة مكتب الشباب والرياضة في حركة “امل” – اقليم جبل عامل، قال فيها: “باسم حركة أمل ومكتب الشباب والرياضة، أتوجه بالتحية والتقدير الى الأخوة في نادي النصر جويا لاقامتهم هذه الدورة الرياضية التي نرتقي بها كونها تحمل اسم الإمام الصدر، والشكر موصول للفرق الرياضية المشاركة والمنظمين والحكام، ومن كل الداعمين والمساهمين في تطوير العمل الرياضي في المجتمع”.
اضاف: “نلتقي في حضرة رجل بحجم وطن وأمة، الامام الصدر، من مدرسته تعلمنا أساليب العزة والكرامة والوحدة الوطنية. وهو الذي خرج من ضيق الطائفة إلى سعة الوطن وحمل في قلبه كل الناس وحب الناس، فكان الأب الحنون للفقراء والمستضعفين والملهم للشباب والقدوة في التضحية والعمل. كان يؤمن أن الإنسان أثمن ما في الوجود، وأن حماية شبابه من الانحراف واجب، وأن الرياضة من أجمل وأفضل وأنبل وسائل صيانة الجسد والروح معا”.
وتابع: “نجتمع في بطولة محلية أصبحت موعدا سنويا ينتظره الجميع، ليس للتنافس فقط، بل للتعارف والتلاقي وتعزيز قيم الأخوة والانفتاح والتعاون. وكم نحن بحاجة لفكر الامام ومبادئه وقيمه في هذه الظروف الحرجة والدقيقة التي يمر بها لبنان، والمنطقة، وتمر بها المقاومة التي اسسها ودعى من خلالها الى تجهز وتسليح المجتمع اللبناني بهدف التصدي لمشروع الاحتلال التوسعي والعنصر والارهابي، وكلنا أمل بحكمة وحنكة الرئيس نبيه بري في المضي قدما في حمل تلك الامانات والخروج بنا موحدين متضامنين منتصرين كأبناء وطن واحد تجمعنا الدولة بجيشها وشعبها ومقاومته على جميع اعداء لبنان. نسأل الله له دوام الصحة والعافية”.
واردف: “نلتقي اليوم حيث كرة القدم رسالة تربية ووحدة، لا مجرد مباراة بين فريقين. فلكم منا أيها الرياضيون التحية والتقدير، لأنكم تضعون الرياضة في موقعها الطبيعي: أداة لبناء الإنسان وحماية المجتمع.حيث الرياضة كما يفهمها الامام الصدر هي روح واخلاق قبل أن تكون كؤوسا وميداليات.واضاف جابر، الرياضة تنمية للمواهب وتشجيع روح المنافسة تعمل على تحفيز وتوجيه الطاقات الشبابية وزيادة الثقة بالنفس وتنمية روح العمل الجماعي وتعزيز روح المواطنة واحترام الأنظمة والقوانين انطلاقا من قواعد وقوانين الألعاب الرياضية. والاهم الاهم المساهمة في الحد من الإدمان على المخدرات والتدخين والالعاب الالكترونية وغيرها من الممارسات التي قد تهدر الوقت والمال وتقتل الطموح والابداع”.
واوضح انه “في إشارة الى دراسة ما بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية يتبين أن 25% من الوفيات نتيجة التدخين، حين بلغ العدد 9200 شخص سنويا نتيجة امراض مرتبطة بالتدخين وبإنفاق سنوي بلغ حوالى 140 مليون دولار وأن تفشي تناول المخدرات بين الشباب يتزايد بشكل كبير. وان عددا كبيرا من الشباب يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بعدلات كبيرة خلال اليوم، وبدون نراقبة أو توجيه.وقال جابر السؤال الكبير، كيف لنا أن نواجه تلك الآفات الاجتماعية”، وقال: “الجواب وبكل بساطة، الرياضة هي من بين الوسائل الاكثر فاعلية لحماية شبابنا ومجتمعاتنا من تسلل تلك المخاطر والآفات”.
وتوجه جابر الى الشباب قائلا: “أنتم أمل هذا الوطن وفخر هذه الأرض، كونوا في الملعب مثالا للانضباط واحترام الخصم والعمل بروح الفريق. تذكروا أن الانتصار ليس فقط برفع الكأس، بل برفع القيم التي تربينا عليها: الأخلاق، العطاء وحب الوطن”.
اضاف: “لقد علمنا الإمام الصدر أن الرياضة هي وجه من أوجه المقاومة في تعزيز التعاون والوحدة وصيانة المجتمع ووحدة اللبنانيين. وان الرياضة، إذا التزمنا بروحها النبيلة، تصبح مقاومة في وجه الشهوات والانحرافات وتدريبا على الصبر والالتزام وتحصينا للنفس من عوامل الضعف، كما أنها ساحة من ساحات مواجهة الأعداء، لأن العدو لا يفرح بشباب واع قوي البنية، راسخ المبادئ، متمسك بأرضه وقيمه. فلنجعل من هذه الدورة الرياضية رسالة وفاء للإمام الصدر وعهدا أن نبقى على نهجه: أوفياء للوطن، حماة للوحدة وأبطالا في الميدانين. ميداني الرياضة والكرامة”. وقال: “سيدي سماحة الامام. انت طيب بدء الطلام كما مسك ختامة، راحتاك وسادة التاريخ وعباءتك تتسع لكل العابدين على مدى قلبك”.
وختم جابر مؤكدا ان “ربط الرياضة بالمقاومة، هي حماية النفس من الشهوات والانحراف وبناء القوة لمواجهة الأعداء. شكرا لنادي النصر جويا وللمنظمين والداعمين والفرق الرياضية المشاركة بهذه الفعالية الغالية على قلوب الجميع”.
وكانت الدورة إفتتحت بمباراة جمعت “نادي النصر الرياضي – جويا” و”نادي التضامن صور”، اسفرت بالتعادل السلبي. وقاد المبارة الحكم الاتحادي احمد خاطر.