
ألقت رئيسة جمعية “أصدقاء المعرفة البيضاء” المهندسة هيفاء العرب في مركز الجمعية في بيروت، محاضرة للدكتور جوزيف مجدلاني بعنوان “وُلوُج عالم الباطن – حقيقة أم وجدانيات…؟! واقع معاش أم شطحات رومنسية…؟!”.
“عالم الباطن، موطن الأصالة، فيه تقبع الحقيقة… ومنه تشرق السعادة”، بهذه العبارة استهلّت المُحاضَرة طروحاتها التي تمحورت حول أهمية الالتفات إلى الباطن وإيلائه الرعاية اللازمة، فعالم الباطن الذي يُعرف “كمجهول أكبر”، هو “في الحقيقة عالم الأمان والشفافية والحرية والدفء والإنسيابية والتوازن…”، وُلُوجه بوعي ودراية خطوة أساسية تقلص المسافة بين ظاهر كيان الإنسان وجوهره، أي باطن تكوينه.
رسمت المُحاضَرة المسار المعرفي السليم لوُلُوج عالم الباطن، كما توّسعت في تقديم مستلزمات بلوغه وتقنياته، موضحة أنّ الالتزام بذلك يفتّح لدى الساعي إلى الوعي المقدرة على استشفاف كوامن الباطن الإنساني وكنوزه.
في التفاصيل كشفت طروحات المُحاضَرة تداخل عالم الباطن بالحياة اليومية، “فالباطن أساس الحياة والظاهر آلية تمظهرها”، وخوض غمار الباطن بدقة معرفية يساعد مريد الوعي على مواجهة التحديات الحياتية، تحدوه إرادة التطور في الوعي. فالإرادة الفردية تحدّد “موقع عالم الباطن من مدارك الإنسان الساعي إلى التطور الذاتي. فإما أن يكون واقعًا تسعى هذه المدارك إلى سبر أغواره للوقوف على حقيقته، وإما يبقى ‘وجدانيات’ بعيدة المنال ‘وشطحات رومانسية’ يلفـّها التساؤل والغموض”.
وقد خلُصت المُحاضَرة إلى التوضيح أنّ عالم الباطن “يحتاج إلى رعاية وثقة كي يحقّق تفتحه الأولي. يلي ذلك إرادة المضي قدمًا في تحقيق هذا التفتح، ويتوج مراحل التفتح البطولة في الغرف من الباطن. هذه البطولة هي نتاج تزاوج الإرادة والثقة في السعي والوصول… في سبيل الرقي الفردي والمساهمة في تحقيق الترقي العام واكتساب الحكمة العملية في نهاية المطاف”.
كانت هذه لمحة من كشوفات المُحاضَرة التي تلاها حوار معرفي أضاءت من خلاله المهندسة العرب على التقنيات السليمة لوُلوج عالم الباطن كما أرساها علم الإيزوتيريك “كطريق في الحاضر يشير إلى الباطن المستقبلي”.