
نظم مركز “جيل البحث العلمي” ومؤسسة “رواد”، على مدى يومين في طرابلس، مؤتمرا دوليا محكما بعنوان “الصحة النفسية وجودة الحياة”، برعاية الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية (UNSCIN).
ولفت بيان للمركز والمؤسسة، الى ان المؤتمر “شهد مشاركة فاعلة من 58 مؤسسة جامعية وأكثر من مئة أستاذ وخبراء وممارسين من دول عدة شملت لبنان، الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، السودان، فلسطين، سوريا، العراق، الكويت، تركيا، المالي، الصومال ودار السلام. وخصصت الجلسات لمناقشة الدور الحيوي للصحة النفسية في تعزيز جودة الحياة وبناء التوازن الإنساني، في ظل التحديات المعاصرة التي تفرضها الضغوطات الاجتماعية، سواء في سياق التعليم والعمل والأسرة أو التفاعل مع المستجدات والتغيرات التكنولوجية المتسارعة”.
واوضح ان المؤتمر “أولى اهتماما خاصا بمشكلة البحث في مستقبل الرعاية النفسية بين التدخلات التقليدية والابتكارات الحديثة، وناقش المشاركون بعمق إشكالية الدور المتجدد للصحة النفسية في عالم يشهد تحولات كبرى بفعل العولمة والتطور التكنولوجي المتسارع، بالإضافة إلى توظيف التدخلات العلاجية والابتكارات الحديثة لتطوير الرعاية النفسية وضمان استدامتها كمدخل لتعزيز التفاهم والسلام المجتمعي. وتمحورت المداخلات العلمية والنقاشات الأكاديمية الغنية حول تعزيز التكامل بين المقاربات النفسية والطبية والاجتماعية والروحية في سبيل الارتقاء بالصحة النفسية وجودة الحياة في المجتمعات العربية والإسلامية”.
وأوصى المشاركون بضرورة “تعزيز التكامل بين قطاعي الصحة والتربية من أجل بناء برامج تربوية ونفسية تسهم في تحسين جودة الحياة النفسية لدى الأفراد منذ مراحل التعليم الأولي، وتوازن بين الجانب النفسي والمعرفي في ظل تحديات العصر الرقمي، إنشاء مراكز متخصصة في الدعم النفسي المجتمعي على مستوى المؤسسات التربوية والجامعية ومؤسسات العمل، تعنى بالكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية وتقديم الدعم النفسي المناسب وتدعم التعاون الفاعل مع الأسرة، إدماج برامج الوقاية النفسية ضمن السياسات الصحية الوطنية والتركيز على الوقاية من الاضطرابات المرتبطة بالضغوط المهنية والأسرية والاجتماعية، نشر ثقافة الصحة النفسية عبر وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية، لتقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة، تطوير مؤشرات وطنية لقياس جودة الحياة النفسية تعتمدها الهيئات المختصة في رسم السياسات العامة وتقييم البرامج التنموية، دمج البعد الإسلامي في مقاربات الصحة النفسية وجودة الحياة من خلال التأكيد على تكامل الجسد والعقل والروح في المنظور الإسلامي، والاستفادة من القيم القرآنية والنبوية في تعزيز الطمأنينة النفسية والتوازن الداخلي وتشجيع البحوث في علم النفس الإسلامي ودعم التعاون بين علماء الشريعة وعلماء النفس لبناء نماذج علاجية وتربوية تستند إلى القيم الإيمانية والروحية الأصيلة، تثمين مبادرات المجتمع المدني التي تساهم في نشر الوعي النفسي وتحسين جودة الحياة لدى الفئات الهشة والمهمشة، توصية الجامعات بإدراج مقررات أكاديمية حول “الصحة النفسية الإيجابية” و”جودة الحياة” ضمن برامج علم النفس والتربية وعلم الاجتماع، تشجيع البحث العلمي الميداني في قضايا الصحة النفسية وجودة الحياة، مع دعم تمويل المشاريع البحثية ذات الأثر المجتمعي المباشر، تشجيع التعاون الدولي والإقليمي في مجال تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في تعزيز الصحة النفسية وجودة الحياة، تكوين وتأهيل الأخصائيين النفسيين وفق أحدث المقاربات العلاجية والوقائية المعتمدة دوليا، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية والاجتماعية المحلية، تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية وإقامة ورش عمل ودورات تعليمية تساعد الأفراد على اكتساب مهارات جديدة تعزز من رفاهيتهم، رفع توصيات المؤتمر إلى الجهات التنفيذية المعنية، ونشرها على نطاق واسع من خلال الصحافة والإعلام، ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي”.
وفي الختام، دعا الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ومركز جيل البحث العلمي ومؤسسة رواد جميع المشاركين وأعضائهما إلى “مواصلة جهود البحث العلمي، ونشر المقالات والدراسات المتخصصة ذات الصلة بمحاور المؤتمر”.
ولفت البيان الى انه “بناء على ما خلصت إليه لجنة التوصيات، ستنشر أعمال هذا المؤتمر ضمن سلسلة مؤتمرات مركز جيل البحث العلمي والمجلات العلمية المحكمة الصادرة عنه دعما للحوار الأكاديمي وتعميقا للفكر المعرفي في الصحة النفسية”.