
تم إطلاق الجناح اللبناني في بينالي البندقية من مبنى نقابة المهندسين في بيروت، تحت عنوان ” الأرض تتذكر”، برعاية مشتركة من وزارة الثقافة واتحاد المهندسين اللبنانيين، بحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين نقيب المهندسين في بيروت فادي حنا ونائب رئيس الاتحاد نقيب المهندسين في طرابلس شوقي فتفت وأعضاء من مجلسي النقابة في بيروت وطرابلس ومهندسين.
وقال وزير الثقافة: “لبنان، أرض التنوع والحوار، هو فعلا ملتقى الحضارات. تراثنا المعماري، الذي يشهد على آلاف السنين من التاريخ، يجسد هذا التنوع”.
أضاف: “من الآثار الرومانية في بعلبك إلى البيوت التقليدية الحجرية في جبيل، كل مبنى يروي قصة، ذاكرة، وثقافة. ان عمارتنا ليست مجرد إرث من الماضي بل هي أيضا انعكاس لهويتنا المعاصرة، جسر يربط بين الماضي والأجيال القادمة”.
وتابع: “إنه لشرف عظيم وامتياز كبير أن أقف أمامكم اليوم، كوزير للثقافة في لبنان، لأتحدث عن ثراء العمارة في بلدنا ومشاركتنا في هذا الحدث المرموق، وهو بينالي العمارة في فينيسيا. وكلما نظرنا إلى هذه التحف تذكرنا تحفة أكبر وأغلى هي انفتاحنا وتفاعلنا. نعم، انفتاحنا الذي حملناه تفاعلا وحوارا مع الشعوب والثقافات فحفرنا تنوعنا ونبذنا غريزة الحقد فأعطينا وأخذنا وعلمنا وتعلمنا حتى صارت حضارة العمارة حضارة حوار مع الآخر”.
وقال: “تاريخنا أيها الأحبة تاريخ إعمار وأعمارنا تاريخ حوار إلا مع اولئك الذين لا يعرفون سوى ثقافة الدمار، اولئك الذين يقلقهم ان يبقى حجر على حجر وبشر مع بشر. هم أعداء الحضارة والبنيان الحجري والبشري الذين أمعنوا قتلا وهدما ضاربين عرض الحائط بقدسية أماكن العبادة والمزارات والقلاع، هؤلاء دمروا بلدي فدمرهم صموده وإباؤه وبسالة أهله، وقد ساهم في تدمير ارادتهم الهدامة الأونيسكو التي ساندت جهودنا في ردعه وصده ورده”.
اضاف: “بالطبع لبنان يتألم ولكننا أبناء رجاء ونتقن إخراج النور من الجراح. مشاكلنا عديدة ولكن سبلنا متعددة أيضا ونسيجنا الثقافي صلب والأزمنة التي نعيشها راهنا أزمنة أمل ورجاء وتصميم على النهوض والاستنهاض”.
وتابع: “كتب علينا ان نعيش في وطن هو نعمتنا بكل المعايير وأن نواجه عدوا هو نقمتنا بكل الموازين، عدو يخرق المواثيق ويدوس الاتفاقيات والقرارات الدولية ويشرع نفسه محتلا في الجنوب، وفيما نحن منهمكون في لملمة جراحنا النازفة وتضميدها يتابع الكيان الهجين هذا جرف البساتين واقتلاع الأشجار وتدمير شبكات المياه والكهرباء ليجعل من جنوبنا الحبيب أرضا جرداء غير قابلة للحياة وسط تنامي وتناسل مشروعه التوسعي وهذا يحتم علينا اليقظة والحذر وإعادة اللحمة لجراحنا السياسية والمضي نحو حكومة تعيد الاعمار وتستعيد الثقة داخليا وخارجيا وهذا ما نصبو اليه لنعيد ألق الحياة التي نستحقها في بلدنا”.
وأردف: “يمثل هذا الحدث منصة مثالية لتبادل الأفكار ومشاركة التجارب. من الضروري أن نعمل معا لتعزيز تراثنا أثناء مواجهة التحديات المعاصرة. العمارة المستدامة، التخطيط الحضري الذكي، والحفاظ على إرثنا هي قضايا حيوية يجب أن نواجهها بعزيمة وإبداع. أود أيضا أن أؤكد على أهمية مشاركة الشباب اللبناني في هذه العملية. طلابنا في العمارة، والمبدعون والمفكرون الشباب هم بناة الغد. إن رؤيتهم الجريئة وشغفهم بالابتكار هي أصول ثمينة للبنان. أشجعهم على الانخراط وإيصال أصواتهم، لأنهم هم الحاملون الحقيقيون لمستقبلنا الثقافي”.
وختم: “معا، سنحقق تألق تراثنا ومواهبنا على الساحة الدولية. معا سنعيد لبنان إلى ثقافة الجمال لأن شعبنا يستحق وطنا بحجم وطننا، وطن رسالة، وطن حوار وتنوع وموالفة، وطن الابداع والطموح الذي لا حدود له، مكانه القمة وزمانه مترام ورحب رحابة تاريخه التليد”.
حنا
بدوره، رحب نقيب المهندسين في بيروت بوزير الثقافة في نقابته، مؤكدا على التعاون الدائم بين وزارة الثقافة ونقابة المهندسين في بيروت واتحاد المهندسين اللبنانيين، وقال: “لن اطيل عليكم، وعندما أتواجد انا وزميلي نقيب طرابلس شوقي فتفت نعتبر انفسنا شخصا واحدا خصوصا عندما يكون الموضوع يتعلق بالهندسة المعمارية، فهو يمثلني بالموضوع المعماري حيثما تواجدنا وهذا يكفي”.
أضاف: “منذ انتخابنا عملنا على ربط جسر بين الجيل المؤسس والجيل الجديد، أتمنى لكم التوفيق وأتمنى رفع اسم لبنان عاليا وهذا يتبين من الحماسة القوية التي يتحلون بها هؤلاء المعماريون الجدد، وهو ما حدانا لنكمل بهذا الملف مع معالي الوزير. نحن الى جانبكم بكل شيء ولا نريد هفوات او مطبات يمكن ان نتجنبها بالتنسيق المتواصل والدائم”.
فتفت
أما نقيب مهندسي طرابلس، فقال: “لقد حظيت هذه المشاركة بصيغة مختلفة عن المشاركات الأخرى لان المشاركة الحالية كانت مميزة. لقد تحمست مجموعة من المعماريين الشباب في ظروف غير طبيعية في البلد، وكنا في بداية حرب وعرضوا استلام هذا الموضوع وتمثيل لبنان عبر وزارة الثقافة ونقابة المهندسين في البندقية”.
أضاف: “تم تنسيق الفكرة مع نقيب المهندسين في بيروت، فالتقيت مع المعماريين الشباب بعد فوزهم بإحدى الجوائر في طرابلس، وتواصلت مع الوزير المرتضى من خلال العلاقة الشخصية فرحب بالفكرة وابدى كل ثقته مع ضرورة ان تتحلى بالشفافية”.
وتابع: “ان الحماسة التي يتحلى بها المعماريون الشباب في هذا المشروع لهي دليل واضح على مستوى المقاومة الثقافية لديهم في بلد يتعرض لاقسى عدوان في ظروف صعبة، تحمل هؤلاء الشباب المسؤولية ووصلوا الى المرحلة الأولى ويتنظرهم التنفيذ والمتابعة بجهد كبير”.
وختم: “اشكر النقيب حنا على ثقته وعلى مستوى التنسيق، والشكر موصول الى معالي الوزير الذي وضع ثقته بنا، وللفريق العامل والمهندسين المشرفين من الزميل وائل الدبس ووسيم ناغي”.
نجار
وكانت رنا نجار اوضحت في بداية الحفل ماهية المشروع، وقالت: “مشروع للبنان الأرض تتذكر هو ليس بمشروع شخصي ابدا، واتى بعد سنوات عدة من الفساد ودمار الأرض من خلال البناء العشوائي، نحن اليوم لدينا شباب يمثلون لبنان في اهم واعرق جناح معرض هندسة معمارية في العالم وهو بينالي البندقية في دورته ال 19”.
اضافت: “هذا المشروع يبدأ عبر النقابة التي تطلق نداء لكل المهندسين في لبنان الراغبين بتقديم أفكارهم للجناح اللبناني، ويتم على اثرها اختيار الفكرة الأبرز والأفضل والذي يمر عبر وزارة الثقافة ونقابة المهندسين”.
عرض
ثم قدم المهندسون الشباب الذي يمثلون المجموعة في الجناح: الياس تامر، شيرين دمر، ادوار سعيد، لين شمعون والمهندس الزراعي في الجامعة الأميركية رامي زريق، عرضا عن أهمية الجناح في فينيس والمشروع والتنسيق الدائم مع أناس لهم علاقة بالبيئة والارض.