رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني خلال الاحتفال الذي نظمته حركة امل وحزب الله في روضة الشهيدين في منطقة الشياح لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لمجزرة الطيونة حيث بدأ بكلام للاخ الرئيس نبيه بري إذ يقول:للشهداء الذين يحرضون العصافير على اشتهاء الصباح/والبحر على اشتهاء الملح/والارض على اشتهاء الشمس/والوطن على اشتهاء المجد”
فكنتم انتم أيها الاقمار السبعة ورفقاء لكم ارتقوا من قبل ومن بعد:ترسلون بوصلة الوطن الذي اراده الإمام موسى الصدر وطنا نهائيا لجميع ابنائه يصون الكرامات ويحفظ الجهاد
والشهداء والجرحى الذين أخذوا وقتهم والضحكات /وحملوا معهم شوقا وامنيات /تركوا لنا صبرا وذكريات/كأنهم وطن هذا الوطن/حملوا كلمتهم صوتا صارخا في وجه من سيّس ودلّس وكذب فاستقرت رصاصات الحقد/ تمزق وجه البراءة وتدمي قلوبا ولهى واكبادا حرّى/وللطيونة ولأزهار أعمارهم وسراج دمائهم يحرق كيدهم/ وللجواهري إذ يخاطب طغاة وطغمة :
أقسمت بالدم عملاقا فلا زوغ
في مشيتيه ولا عوج مناكبه
يوم دحضت به عارا وصنت به
غدا،وأدركت مجدا عز طالبه
سل الطواغيت هل من غالب أشر
الا وهذا الدم المغلوب غالبه
ما حصل منذ عام تماما وفي مثل هذا التاريخ جريمة غدرٍ موصوفة وكمين محكم، والمدبرون والمنفذون مفترض أن يكونوا شركاء في الوطن، ولكن هؤلاء ما زالوا يعيشون الماضي، وغدرهم ومكرهم أقوى من انتمائهم لوطنهم. وأكثر ما يحزننا اليوم اننا قُتلنا بقصد فاعل أراد إعادة عقارب الساعة لتوقيت الحرب، فقط لأننا خرجنا سلميين نعترض على استنسابية قاض ظالم آخر أراد هدم القضاء وتفجير البلد لأجل تحقيق أهواء سياسية ولتصفية حسابات، وبات واضحاً للجميع أنهم لا يريدون حقيقة، بل يريدون استنسابية وتنفيذ أجندات مدفوعة الأجر سلفا، وثبت حجم المؤامرة التي تحاك لنا وكل هذا فقط لاننا قاومنا وحررنا الأرض وفرضنا قوة المقاومة معادلة قوة بوجه أسياد كل هؤلاء”.
وأضاف: “إننا كقوى نظمت تحركا للاعتراض على تسييس قضية انفجار المرفأ، وشهداء المرفأ هم أهلنا وأخوتنا، ومن المعيب تطييف الإنفجار الذي كان شهداؤه من كل لبنان ومن كل طوائفه، لم نتوقع أنه ما زال في لبنان فئات تريد الإطاحة بالسلم الاهلي لتنفيذ أوامر خارجية، ومع كل أسف إنهم يعتبرون أنفسهم سياديين، وينادون بالسيادة صباح مساء.
وأشاد الفوعاني” بموقف جمهور المقاومة وعائلاتها وعشائر ها، لكظمهم الغيظ وضبطهم للنفس، وأثبتوا أنهم أصحاب السيادة الحقيقية، وأنهم يعرفون تماما أن بنادقهم المقاومة لا تتوجه إلا إلى صدر عدو يحاول أن يكمن على مفارق انتصاراتنا ويسعى إلى زعزعة عناصر قوتنا شعب ومقاومة وجيش”.
وتابع: “عوائل الشهداء حموا بشهادة أبنائهم الأرض ويحمون اليوم بحكمتهم وصبرهم من غدر بالوطن وسلمه الاهلي، والآن ياتي دور الدولة لتقتص ممن فعلوا فعلتهم وإنزال أشد العقوبات بكل من خطط وحرض ونفذ دون تسسيس أو تمييع للحقائق، وأولاً عدم الرضوخ للضغوطات التي ستأتي من كل حدب وصوب، ولكن كما قاومنا لأجل التحرير، اليوم سنقاوم لأجل الحقيقة الكاملة وتطبيق العدالة، بعيداً عن التسييس والكيدية،ولا يظنن أحد اننا سنتخلى عن هذه القضية وكشف الحقيقة ولن نرد على ترهات البعض فنحن أهل الشهداء واخوة الجرحى ودماؤهم أغلى من كل المواقع ،
وذكر بقول الإمام الصدر “إن من يطلق النار على شليفا والقاع ودير الاحمر كأنه أطلقها عليَّ وعلى أولادي وبيتي، هذا هو ميثاقنا، وعهدنا لإمامنا سنبقى نحمي عيشنا الواحد بقلوبنا وبدماء شهدائنا ومهما غلت التضحيات”.
واعتبر أن “هناك جريمة حصلت في الرابع من آب، وكانت جريمة بحق كل بيت في لبنان، ولكن للأسف هذه القضية أخذت ذريعة عند البعض لتصفية الحسابات وللاستثمار السياسي على حساب دماء الشهداء، ولن ندخل بتفاصيل ما جرى حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فقط نذكر البعض بما قاله دولة الرئيس نبيه بري: ويل لقاضي الأرض من عدالة قاضي السماء،”
وأكد أن “موقف حركة أمل وحزب الله بكظم الغيظ والعض على الجراح كان لأجل لبنان، ولأجل السلم الأهلي، وفي وقت كنا نبحث ليل نهار عن التخفيف عن أهلنا وأبناء وطننا معاناتهم في هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الناتجة أيضا عن نفس المؤامرة، كان هناك من يخطط لقتلنا، بعد فشلهم منذ سنوات وللآن من الضغط على إنساننا في كل مقومات حياته، ولكن وبكل أسف لم يعلم هؤلاء بعد من أي مدرسة تخرج أهلنا وناسنا، ولم يدركوا بعد أن لبنان بعد موسى الصدر لن يكون أبداً كلبنان قبل موسى الصدر، وأن لبنان الرئيس نبيه بري هو لبنان المقاومة والعيش الواحد والحفاظ على الإنسان”.
وأضاف: “إن حركة أمل بمسيرتها التاريخية وفي كل مسلسل الاستهداف الممنهج لم تهن أو تضعف، بل تزداد صلابة ومناعة وتأكيد تمسكها بالثوابت وهذا الدور الأساس الذي نسعى إليه، لن تنال منا رصاصات غادرة، ولن تنال منا أقلام الغرف السوداء، وحركة أمل عنوان تاريخ مشرق بالبطولات والتضحيات”.
وفي شأن الاستحقاق الرئاسي أكد الفوعاني ان حركة أمل حددت مواصفات الرئيس المقبل حيث أرادت أن يتحول الجميع الى مقاربة هذا الاستحقاق ببعد وطني صادق بعيدا عن محاولات البعض أخذ هذا المقام إلى أبعاد طائفية ضيقة لا تبني وطنا وانتماء ،والرئيس نبيه بري سعى وما زال من منطلق الحرص على ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي في مواعيده الدستورية ،اضافة الى سعيه الدؤوب لتشكيل حكومة بغض النظر عن ضيق الوقت لذلك ولاسيما اننا نقارب ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة بما يحفظ حقوقنا وثروتنا وبشكل مدخلا حقيقيا لخطة تعافٍ وطنية جامعة وهذا الفهم الواعي المنطلق من جهود مضنية بذلها دولة الرئيس نبيه بري خلال سنوات منصرمة لحفظ وطننا وكرامتنا وعزتنا وما يمكن ان يتحقق كان بفضل هذه المواقف والرؤية الموحدة لموقف صلب من الرئيس بري وأركان الدولة الى المقاومة إلى كل الشرفاء الراغبين بحياة عنوانها ومضمونها الكرامة،ومن يراقب اعلام العدو يرَ حجم التقهقر والتخبط والتناقض والانهيار الذي تعانيه طبقاتهم المختلفة ،وإتفاق ترسيم الحدود البحرية لا يعد تطبيعًا مع العدو فلبنان يرسم الحدود للحصول على حقوقه المائية والنفطية وقمنا بتحصيل حقوقنا كاملة ولو قبل الرئيس بري بالتخلي عن شبر من المياه، لكنا بغنى عن ١٠ سنوات من العمل والمفاوضات
الانجاز اليوم لكل اللبنانيين، وهو نتاج نضال تاريخي وتوّج باتفاق الاطار الذي اعلن عنه الرئيس بري
وختم الفوعاني متوجها إلى عوائل الشهداء: “لأن الرجال تعرف عند الشدائد كنتم أنتم الأشد حرصاً والأعظم صبراً والتزاما، فلم تأخذكم مواقف الإنفعال حيث كمين يستهدف الوطن وكرامته، فحفظتم لبنان ومنعتم العودة إلى مخطط الفتنة، إنكم تبكون أبناءكم ونحن نبكي إخوتنا، ونعدكم أننا لن نهدأ حتى تحقيق العدالة لشهدائنا، والعدالة التي نريدها لن تشبه أبداً عدالة بيطارهم ولن نهدأ حتى ينال الفاعلون العقاب”.