
أصدرت “تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع” كتابًا جديدًا بعنوان: “عَبَق من بخُور الأب سيريل أرجنتي”، تعريب كارلا سرحان مع مقدمة لراعي أبرشية جبيل والبترون للروم الارثوذكس المتروبوليت سلوان موسى.
يذكر ان المعرِّبة، كارلا سرحان تعرفت، في ريعان شبابها، بالأب سيريل أثناء دراستها الجامعيّة في مرسيليا، وكانت تصلّي في كنيسة القدّيس إيريناوس حيث كان يخدم، وشاهدت، عن قرب،كيف كان يعيش إيمانه وينقله إلى سواه، لا بل كيف كان يحبّ رعيّته ومَن التقاهم بمحبّة المسيح الذي كان يخدمه، فكان يقف على احتياجاتهم من دون أن يتعب أو يملّ، وهي تعتبر شاهدة عيان لهذا الخادم في حقل الربّ، فحقّقت أمنيتها بأن تنقل بعضًا من امتنانها له عبر العمل على تعريب عدد من حواراته الإذاعيّة في تلك المدينة. وهذا الكتاب هو منها عربون وفاء له!
وفي ما يلي مقطع من حديث للأب أرجنتي بعنوان: “الحبّ الإنجيليّ في الحياة اليوميّة”: “كلّ إيماننا، الذي نعبّر عنه في حياتنا الدينيّة، عليه أن يتجسّد في حياتنا الدنيويّة، إن كان في عائلاتنا، في وظائفنا، في أوقاتنا الحرّة أو في حياتنا العاطفيّة. المبدأ الأساسيّ لطريقة العيش هذه بسيط جدًا: خلق الله الإنسان، كلَّ إنسان، على صورته ومثاله. وهو يستمدّ وجوده الحقّ، كشخص، من شركة محبّة الإِخوة، وليس من كونه فردًا منغلقًا على نفسه في قفص أنانيّته، أو خروفًا مجهولًا في القطيع المسمّى مجتمعًا. إذا كنّا نعبد الله فنحن نُجِلّه عبر احترامنا لصورته، أي عندما نتعامل مع كلّ إنسان، صديقًا كان أم عدوًّا، مساندًا لنا أو منافسًا، قريبًا إلى القلب أو ثقيل الظلّ، كأخٍ لنا أَحبَّه المسيح لدرجة أنّه بذل نفسه من أجله. علينا، إذن، أن نشارك بخلاص كلّ رجل أو امرأة ممّن نصادف ضمن حدود إمكاناتنا، حتّى وإِنِ اقتصر الأمر على ابتسامة.”