
استقبل القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد توفيق صمدي وفداً من هيئة التعليم العالي في “حزب الله” برئاسة مسؤول الهيئة الدكتور يوسف زلغوط حضر إلى السفارة متضامناً ومهنئاً بالإنتصار الكبير الذي حققته ايران على الكيان الصهيوني.
صمدي
وفي كلمة له في مستهل اللقاء، رحب صمدي بالوفد قائلا: “إن التضامن مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم بما تمثله من مشروع تحرري على مستوى المنطقة والعالم يتحدى منظومة الهيمنة الغربية، هو تضامن مع خيار سياسي واضح: خيار السيادة على التبعية، وخيار المقاومة على الاستسلام، وخيار الاستقلال على الإملاءات الخارجية” .
وأضاف: “على كل حال، فإن موقفكم الشريف هذا ليس مفاجئاً ولا مدعاة للإستغراب، فالشعب اللبناني المقاوم لم يبرح وفيّاً للقضايا الكبرى لأمته، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية ورفض العدوان والاحتلال والهيمنة. كما أن موقفكم الذي نجلّه، يمثل امتداداً لدورٍ تاريخيٍ عريق اضطلعت به النخب والهيئات التعليمية والنقابات والتجمعات الفكرية في معارك الحرية والاستقلال حول العالم. أنتم تمثلون صوت الوعي والمعرفة، وتلعبون دوراً محورياً في إنتاج ثقافة سياسية أصيلة، غير محرفة، تستند إلى الحقيقة والأخلاق والكرامة الإنسانية. أنتم جزء من معركة “جهاد التبيين”، ومن تشكيل ميزان قوى أخلاقي عالمي، يتجاوز الحدود، وينتصر للعدالة في وجه الاستكبار”.
ولفت صمدي إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية واجهت خلال حرب الأيام الاثني عشر الأخيرة، عدواناً اسرائيليا منظّماً شاركت فيه أطراف دولية مباشرة أو بالتواطئ والتكافل، وأُريد له أن يُسقط كل منجزاتنا الثورية، لكننا بتوفيق من الله وبتوجيهات من القيادة الحكيمة للإمام الخامنئي قدمنا نموذجاً ملهماً في الدفاع عن سيادتنا بقدراتنا الوطنية. ورغم ارتقاء عدد من قادتنا العظام والجنود والمدنيين شهداء، إلا أن إيران لم تنكسر، بل أرغمت المعتدين على التراجع والانكفاء وردت كيدهم إلى نحورهم. وها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتباهى صباح اليوم بأنه “أنقذ إسرائيل”، في اقرار واضح بأنها كانت ستنهار لولا تدخله لوقف الحرب. وهو أيضاً للمناسبة اعتراف غير مباشر بأن هذا العدوان فشل فشلاً ذريعاً” .
وشدد صمدي على أن “إيران لم تبرم أي اتفاق لوقف إطلاق النار كما يُشاع في الإعلام، ولم تكن جزءاً من أي تفاهم مع أي طرف. بل إننا ومنذ اللحظة الأولى للعدوان قلنا بوضوح: أوقفوا عدوانكم، تتوقف ردودنا. أما دون ذلك، فلا خطوط حمراء في الدفاع عن شعبنا وسيادتنا. واليوم، لا تزال يد قواتنا الباسلة على الزناد، بجهوزية كاملة توثباً لمواجهة أي حماقة جديدة قد يرتكبها العدو. فنحن، ومنذ فجر الثورة الإسلامية، تعلمنا أن لا ضمانة لحماية وطننا سوى قوتنا. لم نعوّل يوماً على المعاهدات، ولا على المؤسسات الدولية، ولا الوعود الزائفة – فأمريكا وربيبتها اسرائيل لا يفهمان سوى منطق القوة”.
وأشار إلى “أننا اليوم أمام نصر سياسي وعسكري ومعنوي مكتمل المعالم، لا للجمهورية الإسلامية الإيرانية وحدها، بل لجبهة المقاومة وكل أحرار المنطقة والعالم. وإذا ما مررنا مروراً سريعاً على الأهداف الخبيثة المعلنة التي أراد العدو الإسرائيلي ورعاتها تحقيقها من خلال هذه الحرب، نصبح أكثر فهماً وإدراكاً لطبيعة المعركة ونتائجها:
أولاً. إنهاء المشروع النووي الإيراني:
وفي هذا الموضوع، فإنه على الرغم مما لحق بمنشآتنا النووية من أضرار، فإننا عازمون على المضي قدماً والإستمرار ببرنامجنا النووي السلمي، ورصيدنا الأساسي في هذا الأمر ما نمتلكه من معرفة نووية هي في عهدة الآلاف من علمائنا النوويين، ولا أحد يمكنه انتزاع هذا الحق من الشعب الإيراني.
ثانياً. ضرب القدرات الصاروخية الباليستية:
وفي هذا المجال، فإن قدراتنا الصاروخية لم تتأثر، بل رأيتم كيف ظلّت الصواريخ الثقيلة تنهال فوق رؤوس المستوطنين حتى اللحظة الأخيرة لوقف العدوان، ولا تزال الكثير من أوراق القوة التي تملكها ايران غير مكشوفة بانتظار المواجهة الكبرى مع الشيطان الأكبر.
ثالثاً. إسقاط النظام:
فإذا بالشعب الإيراني أكثر التصاقاً بقيادته الرشيدة، وبمرجعيته المتمثلة بالإمام الخامنئي (دام ظله)، وأشدّ تمسكاً بمبادئ الثورة.
رابعاً. ضرب نموذج الإسلام المحمدي الأصيل الذي تمثله الجمهورية الإسلامية الإيرانية:
ذاك الإسلام الجامع الذي يحمل خطاباً جامعاً ووحدوياً، ويتبنى قضايا شعوبه والدفاع عن المقدسات، وعن المظلومين في كل أرجاء المعمورة. والنتيجة أن هذا الإسلام ازداد توهجاً في حين ظهر زيف الإسلام الأميركي.
5. فرض شرق أوسط جديد اسرائيلي الهوى:
يكون كالعجينة بيد اسرائيل تعيد تشكيل دوله وفق مصالحها وأهوائها، لكن ذلك المشروع تكسّر عند أعتاب ايران، كما تكسّر من قبله في لبنان والعراق واليمن وغزة، ولن ولن تقوم له قائمة بإذن الله”.
وشدد صمدي على أن “المنطقة بعد هذا النصر الإلهي المؤزر لن تكون مطواعة ومنزوعة السلاح والقوة والإرادة أمام اسرائيل، بل ستبقى عصية على الإخضاع، ما دام في جامعاتها من يفكر، وفي ساحاتها من يقاوم، وفي نخبها من يربّي الأجيال على الرفض والمقاومة. وسيشكل النصر دافعاً لإستكمال النضال حتى تخليص المنطقة من دنس الإحتلال والإستعمار” .
زلغوط
كما كانت كلمة لمسؤول هيئة التعليم العالي في “حزب الله” الدكتور يوسف زلغوط قال فيها: “أتينا كأساتذة جامعيين إلى هذا الصرح المبارك لنقدم لكم التهاني والتبريكات بالنصر المؤزر الذي حققته الجمهورية الإسلامية على أعتى الطغاة والمستكبرين الأمريكان والصهاينة. لقد برز الإيمان كله الذي تمثله الجمهورية الإسلامية للشرك كله المتمثل بأمريكا واسرائيل. لقد كرست ايران نفسها قلعة للإسلام والمسلمين وحصناً منيعاً لقضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين، وحركات التحرّر والمقاومة” .
وتابع: “إن النصر الساحق الذي حققته ايران جعل منها قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب، حيث انقلب السحر على الساحر. لقد أثبتت الجمهورية الإسلاميةصدقية شعاراتها ومصداقية قيادتها في مواجهة الظلم والإحتلال والإستكبار والهيمنة، وأكدت من خلال هذه المواجهة التاريخية بأنها لا تتوانى ولن تتوانى عن خوض الحرب من أجل الحرية والكرامة والسيادة وتحقيق الإنتصار الساطع والنظيف”.
وختم: “ان الجمهورية الإسلامية وبما تحمل من مشروع إسلامي حضاري ومنظومة قيم ومن مصداقية قل نظيرها، وبما تمتلك من قوة واقتدار وعزيمة وشجاعة وقيادة حكيمة وبصيرة ثاقبة باتت اليوم أمل الأمة وأمل الشعوب من المحيط إلى الخليج إلى المتوسط”.