
تواصلت بيانات التعازي والنعي بالفنان والموسيقار والكاتب المسرحي زياد الرحباني، وقدم عدد كبير من الجمعيات والقوى والفاعليات التعازي الحارة الى السيدة فيروز وعائلتها والى عائلة الرحابنة. وفي هذا الاطار نعت حركة “التلاقي والتواصل”، رحيل الموسيقار زياد الرحباني، وقالت في بيان: “لقد كان زياد الرحباني أكثر من مبدع، وأكثر من موسيقي بارع وكاتب مسرحي متفرّد . كان ضميرا حيًا ينطق بوجع الناس، وصوتا صارخا في وجه الطائفية والفساد، ورافعًا لواء الوحدة الوطنية في أحلك الظروف، نادى طيلة حياته بإلغاء النظام الطائفي، وسعى عبر أعماله إلى إسقاط جدران الانقسام، وإعلاء قيم الكرامة والعدالة والحرية”.
وأكدت ان “مواقفه لم تعرف يوما الحياد، بل كانت منحازة بثبات للمواطن، للفقراء، وللبنان الحر، السيّد، الذي لا يساوم على ترابه ولا يفرّط بذرة من أرضه . وقد جسد في صوته وألحانه وكلماته روح الإنسان الحر الذي يقاوم بالصوت والموقف والفكر”.
التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
من جهته تقدّم الأمين العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار، بأحرّ التعازي من السيدة فيروز وعائلة الرحباني، ومن الشعب اللبناني، معتبرا ان “زياد الرحباني، شكّل رمزًا عبقريًا في الإبداع الفني والموسيقي، ومثّل بنتاجه الفكري والموسيقي والإنساني بُعدًا وطنيًا وقوميًا وأمميًا فذًا”.
ورأى أنّ “الفقيد الراحل، لم يكن مجرد موسيقيّ ومبدع، بل كان مقاومًا ومفكرًا ملتزمًا، جاهر بعدائه للإمبريالية الصهيو-أميركية، وعبّر عن انحيازه العميق لقضايا التحرر الوطني والاجتماعي، ولقضية فلسطين. وبرحيله يخسر لبنان قامة فكرية وموسيقية استثنائية ونبعًا لا ينضب من العطاء والإبداع”.
من جهة ثانية بارك غدار للبنان وشعبه بالحرية للمناضل جورج عبدالله، وأكد أن “عودة جورج عبدالله – الثابت في مواقفه، المقاوم الأممي العنيد، المؤمن بحتمية الانتصار – تشكّل لحظة وطنية ملهمة تعزّز إيمان اللبنانيين بخيار المقاومة كركيزة لوحدة لبنان وصموده واستعادة حقوقه، ومواجهة العدوان الصهيوني”.
وأشار إلى أن “تجربة جورج عبدالله الثورية ستظلّ نبراسًا لأجيال لبنان والعرب، في مقاومة الظلم والدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها تحرير فلسطين”.
إنماء طرابلس والميناء
كما نعت جمعية “إنماء طرابلس والميناء” في بيان، الفنان زياد رحباني، وقالت: “رحل عبقري من لبنان ترك بصمات مؤثرة في عالمي المسرح والفن، وفي قلوب المجتمعات العربية”.
أضافت: “زياد الرحباني ثار على كل شيء، أحب لبنان بشغف، والإنسان فيه. كان صوتاً شرساً صارخاً في وجه الطائفية والفساد، أضحكنا من مرارة الواقع وأبكانا، وهو الذي دمج في نهجه بين التهكم اللاذع والبعد، والثورة”.
وتابعت: “إنه أبعد من أسطورة وأكثر من أيقونة، إنه زياد الرحباني الخالد بنبراته الموسيقية الصارخة، وبنتاجاته الفكرية الساخرة واللاذعة برسائلها الشديدة، فهو الضمير الحي ومرآة الناس”.
الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم
وفي السياق نعى رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز الفنان زياد الرحباني، في بيان، جاء فيه: “زياد الرحباني، صورة عن لبنان الجميل، فريد في موسيقاه، فريد في مواقفه، صاحب رؤية فنية ذكية، في كل أعماله نتلمس عبقريته، أعماله تلامس القلب، صوته محبب، اموسه متميز وفريد، معه نتلمس عبقرية الرحابنة، جريء في كل أعماله، يختصر المشكلات الكبرى بصورة فنية مباشرة، زياد الرحباني:رحل عنا باكراً، إنه من جيل العمالقة العباقرة، إنه صورة عن لبنان الثقافة، إنه صورة عن لبنان الجميل”.
النادي الثقافي العربي
كما نعت رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري زياد الرحباني وقالت في بيان: “مؤلم وصادم ان تمتد يد القدر إلى حالة ثقافية فريدة جسدها زياد الرحباني بكل تجلياتها، وهو الأيقونة الفنية التي تميزت ببعدها الفلسفي في مقاربة القضايا الوطنية والإنسانية بعمقها الوجودي .سيفتقد الوسط الثقافي في لبنان والعالم العربي شخصية مجددة استثنائية تجرأت على التقليد والمعتاد لتؤكد المرة تلو الاخرى مفهوم الابداع الإنساني الامحدود” .
أضافت: “كم كنا ننتظر المزيد المختلف من زياد الرحباني الذي لم يشأ ان يفرج عن كامل امكاناته وقدراته بل أثر الرحيل اعتراضا ورفضا للواقع المرير. فهل من يكمل مسيرته والابداع؟ كل التعازي للسيدة فيروز وللشعب اللبناني ولثقافة الابداع لهذه الخسارة الفادحة”.
النجدة الشعبيّة اللبنانيّة
ونعى مدير عام “بيت الموسيقى” في جمعيّة “النجدة الشعبيّة اللبنانيّة” هياف ياسين الراحل وقال في بيان: “ها نحن نعترف بتعبنا في البحث عن الكلمات حتّى نرثيَك… لم يتعلّموا منك أنّ أوّل صفة للمثقّف هو أن يكون نضاليًّا في سبيل تغيير وتحسين الواقع نحو الأفضل، وأنّ أوّل خطوة في النضال هي الانتصار على الذات بانتشالها من هذا القعر المفروض عليها، وأنّ أوّل طريق للانتصار هو شرب جرعات مقدّسة من المقاومة”.
أضاف: “…يا خزّان ذاكرة لأجيال عديدة خَلَت، لم تستطع فهم واقع لبنان الاجتماعيّ والسياسيّ المعقّد والمتكرّر، إلّا من خلال أقوالك (أغنية، مسرحيّة، عبارة إلخ…)، وبسخريّة، جَعَلْتها تضحك مرارًا وتكرارًا على وجعها، “فالعقل زينة” حقيقة…”
وتابع: “النجدة الشعبيّة لا يمكن أن تنساك؛ فهي لم تنسَ كيف خصّصت عائدات “هدوء نسبيّ” لدعم الأنشطة الصحّيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة في مختلف المناطق اللّبنانيّة؛ ولم تنسَ ما جيّرته من عائدات إصدار كاسيت “أنا مش كافر”… ولم تنسَ حفلات عديدة قدّمتها لصالحها في أوروبا… فنحن لم نعرف فنّانًا حقيقيًّا مشهورًا في عصرنا غيرك”.
وختم: “نحن من موقعنا نخاطب المؤسّسات المعنيّة، الرسميّة والخاصّة، وعلى رأسها وزارة الثقافة الكريمة، أن تبني خطّة عمليّة تؤول إلى تجميع وتبويب وحفظ وترقيم رصيدك الإنتاجيّ المتنوّع، وليكن موجودًا ومتوفّرًا بالطرق المعروفة وبسهولة لكلّ من يريد”.