
استضاف معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية – بيروت، بالاشتراك مع مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، “المنتدى السنوي الثاني لمراكز الفكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، لمناقشة مدى تأثير التغيّرات العالمية على المنطقة وسبُل مشاركة وتأثير الجهات الفاعلة الإقليمية، بما فيها مراكز الفكر في الحوار حول السلع العامة العالمية لضمان تعبيره عن احتياجات المنطقة وأولوياتها.
واستكشف أعضاء شبكة مراكز الفكر العربية وممثّلون عن مراكز الفكر، ومعاهد السياسات الرائدة إقليميا وعالميا، على مدى يومين، كيف يتمّ تصوُّر السلع العامة العالمية ومنحها الأولوية في المنطقة العربية، مع التركيز بشكل خاص على التجارة والهجرة، وتمويل التنمية وتدفقات رأس المال، فضلاً عن التغيّر المناخي. وتفكَّر الحضور في التحديات والفرص المتاحة للدول العربية لإنتاج تلك السلع وتزويدها وإدارتها، وبمسارات التعاون المحتملة، والعمل الجماعي، والمشاركة في السياسات المتعلّقة بالسلع العامة العالمية في المنتديات الإقليمية والدولية. كما عقدت الشبكة جمعيّتها العامة الأولى حيث ناقش الأعضاء المبادئ التوجيهية للشبكة واستراتيجيتها وانتخبوا لجنةً تنسيقية.
وأشار مدير المعهد الدكتور جوزيف باحوط إلى أن “بناء شبكة مراكز الفكر العربية يُعدّ أكثر أهمية في هذا التوقيت بالذات، بالنظر إلى الأوقات السريالية التي تمرّ بها المنطقة الواقعة تحت هجوم مستمر”.
وقال:”منطقتنا بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى المزيد من النقاش وإلى حوارات صريحة وتعاون بين أصحاب الفكر المماثل، وصوت أقوى يمثّل شؤوننا”، ولفت الى ان “المنتدى هذا العام مهم بصفة خاصة لأنّ الشبكة، وللمرة الأولى منذ تأسيسها، ستبدأ بتناول مسائل جوهرية، وقد اخترنا هذا العام التحدّث عن السلع العامة العالمية، وهو ليس موضوعا جيوسياسيا معتادا لدينا، لكنّه لا يقلّ أهمية بالنسبة إلى مستقبل المنطقة”.
وختم:”يحدث هذا بينما تواصل المنطقة مواجهة التقلّبات الأمنية المتزايدة، والأهم من ذلك، “تباينًا متصاعدًا ضمن المنطقة نفسها”.
ثم تحدث الزميل الأول والمستشار في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية طارق محمد يوسف واشار الى ان “فكرة التباين المتزايد في المنطقة قد بدأت منذ نحو عقدين من الزمن، حين بدأت دول الخليج، بفضل الاستقرار والموارد المالية والسياسات الاقتصادية السليمة وقابلية التوقّع، بالانسلاخ عن العالم العربي الذي كان منشغلا بشكل متزايد بالاضطرابات والتقلّبات والحروب والنزاعات. وهذا ما خلق عالمَيْن عربيَيْن بالفعل، ويبدو أن الفجوة تتسّع أكثر فأكثر، ومع أنّ ذلك يزيد من إشكالية التصدّي لتحديات العالم العربي واقتصاده، فهو يفتح الباب أمامنا أيضًا لطرح أفكار جديدة في النقاش”.
وعلى هاشم المنتدى، عقد معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية وشبكة مراكز الفكر العربية ندوة حوارية بعنوان “بناء صوت عربي في إدارة السلع العامة العالمية”، التي انضمت إليها المستشارة الأولى لشؤون المناخ في المركز الدولي للبحوث الزراعية في الأراضي الجافة (إيكاردا) رولا مجدلاني ويوسف، الزميل المشارك في المعهد وأستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت إسحاق ديوان وأدار الندوة الخبير الاقتصادي والاستراتيجي ألبير كوستانيان.
وقد ناقش المحاورون التحديات والفرص الأساسية أمام المنطقة العربية في ما يتعلّق بالسلع العامة العالمية، واستكشفوا سبل التعاون الإقليمية والدولية التي تعزّز الأولويات الإقليمية وتساهم في تقديم حلول عالمية أكثر شمولاً.
اشارة الى ان شبكة مراكز الفكر العربية هي مبادرة مشتركة بين معهد عصام فارس ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، تهدف إلى تعزيز تأثير سياسات مراكز الفكر في المنطقة، وقد أُطلقت رسميًا في أيلول 2024، وتجمع أكثر من عشرين مركز فكر ومعهد سياسات عربي رائد. ويمثّل معهد عصام فارس حاليًا الأمانة العامة للشبكة المسؤولة عن تنسيق الأنشطة وتسهيل الحوار وضمان تنفيذ الأهداف المشتركة في المؤسسات الأعضاء.