اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى الفوعاني، خلال ندوة فكرية عبرتطبيقzoom لمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف، ان “الذكرى اليوم تلتقي في رحاب اللقاء المفعم بحديث الإنسانية الواعية حيث يلقي الامام موسى الصدر كلمة له في كنيسة الاباء الكبوشيين في كاتدرائية مار لويس اللاتينية في بيروت بتاريخ ١٨ شباط ١٩٧٥فيعتبر أن: الأديان واحدة، لأن البدء الذي هو الله واحد، والهدف الذي هو الإنسان واحد، والمسير الذي هو هذا الكون واحد. وعندما نسينا الهدف وابتعدنا عن خدمة الإنسان، نسينا الله وابتعد عنا، فأصبحنا فرقا وطرائق قددا، وألقي بأسنا بيننا، فاختلفنا، ووزعنا الكون الواحد، وخدمنا المصالح الخاصة، وعبدنا آلهة من دون الله، وسحقنا الإنسان فتمزق. ونعود إلى الطريق، نعود إلى الإنسان ليعود الله إلينا، نعود إلى الإنسان المعذب لكي ننجو من عذاب الله. نلتقي على الإنسان المستضعف المسحوق والممزق لكي نلتقي في كل شيء، ولكي نلتقي في الله فتكون الأديان واحدة”.
وقال: “هو الذي رأى في المبعث النبوي الشريف: بعث الرسول ودعوته للناس، بدأت في اليوم السابع والعشرين كما ورد في السير المباركة. وبعث الرسول، وهو بعث الأمة، يذكرنا من خلال اللغة والمحتوى، بأن الأمة بعد الدعوة المحمدية، بدأت تأخذ طابعا جديدا، وحياة جديدة، وكأنها انتقلت من طور الغياب إلى الحضور، ومن طور الإهمال إلى الفاعلية. وبتعبير آخر، بعثت الأمة من جديد لكي تكون شهيدة على الخلق وعلى الناس، ويكون الرسول شهيدا عليها.إذا، يوم السابع والعشرين، يوم بعث هذه الأمة. والبعث لهذه الأمة معنى حقيقي، وليس صدفة تاريخية. كلما أرادت الأمة أن تلتقي، أن تقوم، أن تنهض، أن تتحرك، أن تقوم برسالتها وتتحمل دورها فالأمر ممكن، وليس هناك من عقبات واستحالة في وجه الأمة لكي تبعث من جديد. وهذا المفهوم الاخلاقي والاجتماعي والانساني الذي جذره الامام في ميثاق حركة امل، رسالة رائدة هدفها السياسي يتجلى بمحاربة الظلم والطغيان من خلال الدعوة الى إلغاء الطائفية السياسية وتعزيز الوطنية والعيش الواحد والسلم الأهلي”.
أضاف: “البعض يعيش متلازمة النيل من الشرفاء الذين رأوا ان الخطر الوجودي والمستقبلي يتمثل بالعدو الصهيوني وان العيش الواحد والعبور الى دولة المواطنة الحقيقية يشكل بارقة أمل لتجاوز المحن التي تعصف بالوطن وإنسانه. من نكد الدهر أن يقاس أحرار هذا الوطن بمن راهنوا وما زالوا، على خارج يأتيهم بترياق لنوازعهم السادية والنرجسية، ونحن نقول إن استحقاق الرئاسة هو استحقاق داخلي بامتياز فليتوقف من صعدت الابخرة في رأسه، وليخجل من تاريخ شحن عمالة ومغامرات وهروب، وليحتفظ هؤلاء الذين تسلموا مواقع السلطة، فعاثوا فسادا: بواخر طاقة وسدود قاحلة وتهم جزافا، وليتفكروا أن مواطنا يئن: فلا خبز ولا دواء ولا مدارس ولا ابسط مقومات الحياة. كفى نزقا وخفة وشعبويات المواقف، ولنتفاهم على ضرورة حفظ الوطن والانسان”.
ودعا إلى “التوجه إلى معالجات عميقة لا عقيمة ووقف التدهور المتسارع في عملتنا الوطنية، ووضع حد للمحتكرين وسياسة المصارف التي تصر على إذلال المواطنين تحت حجج أوهى من بيت العنكبوت وتعلن اضرابا في وجه المواطن الذي ينوء تحت أعباء جشعهم، فالمصارف نهبت ودائع الناس وهي اليوم تمارس دور الضحية، ونذكر هؤلاء: الجميع يعلم أن الرئيس السابق ميشال عون هو الذي طرح التجديد لسلامة من خارج جدول الأعمال على مجلس الوزراء. ربما كانوا بحاجة له في ذلك الوقت”.
وأكد أن “حركة أمل لن تألو جهدا لإنقاذ لبنان من مرحلة جهنم ونؤكد اننا نؤمن بلبنان وطنا نهائيا ونعمل جاهدين لاستكمال الاستحقاقات الدستورية ولاسيما انتخاب رئيس للجمهورية بعيدا عن الشعارات الضيقة والعصبيات المحدودة وهذا ما يحرص عليه الرئيس نبيه بري”.
واستنكر “مجزرة السخنة في ريف حمص الشرقي والاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا، وما حصل يؤكد ان الإرهاب التكفيري وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، وعلينا في اوطاننا العربية أن نتجاوز كل خلاف واختلاف للنتوحد أمام آلة الحقد المتنقلة”.