وجه بطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان من كنيسة القديس غريغوريوس المستنير San Gregorio Illuminista في نابولي، نداء لمناسبة مرور 50 عاما من حياته في الخدمة الكهنوتية، لنشر “رسالة الأخوة التي يحتاجها العالم”،قال فيها: إنه نداء من القلب لدعم مسيحيي لبنان والشرق الأوسط “المكان الذي انطلقت منه رسالة الإنجيل. هنا في أوروبا جميع الأنظار تتجه نحو الحرب في أوكرانيا وهي محقة في ذلك. لكن هناك الكثير من الحروب والمآسي الأخرى التي لا يتمُّ التحدُّث عنها”.
وأشار إلى “الصعوبات التي لا يزال يعيشها اليوم لبنان، حيث يقع مقر بطريركية الأرمن الكاثوليك، وهو بلد عذّبته أولاً حرب أهلية استمرت لعقود، ويعيش الآن أزمة اقتصادية وسياسية أدت إلى إفقار الشعب وجعلته يعاني من الجوع. إن لبنان يفتقر اليوم إلى كلِّ شيء، حتى إنني أجرؤ على القول إنه يفتقر حتى الى الرجاء”، ودعا في هذا السياق الحاضرين الى عدم نسيان إخوتهم في المسيح، ليس فقط في لبنان، وإنما في جميع أنحاء الشرق الأوسط، “المكان الذي انطلقت منه رسالة الإنجيل”.
بعدها توقّف عند السؤال الذي يحمله على الدوام في قلبه، وهو مصير أرمن ناغورنو كاراباخ: “ذلك الشريط من الأرض الذي سكنه الأرمن منذ القديم وتحيط به الأراضي الأذربيجانية”. ودان البطريرك ميناسيان “عزل 120 ألف إنسان عن العالم لأكثر من 190 يومًا، بعدما قررت السلطات الأذربيجانية قطع الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا وبقية العالم. 120 ألف شخص، من بينهم مسنون ونساء وأطفال، حُرموا من كرامة العيش”.
وقال: “انه انتهاك مأسوي يحدث في ظل صمت تام لوسائل الإعلام والسلطات الدولية والذين يريدون اليوم جعل النزاعات تسود على القيم، تلك القيم عينها التي يتم الحديث عنها كثيرًا اليوم ولكنها بالكاد توضع موضع التنفيذ، مثل الاحترام، والحرية، والكرامة، والمساواة، والأخوة”.
وختم ميناسيان: “جئت إلى هنا كحاج، إلى هذا المكان المقدس، لكي أطلب معكم شفاعة القديس غريغوريوس وشفاعة القديسين حماة هذه المدينة الجميلة لكي يساعدونا جميعًا معًا على نشر رسالة الأخوة التي يحتاج إليها عالمنا”.
بيان
ووزعت الكنيسة الكاثوليكية في نابولي بيانا حول سيرة حياة البطريرك ميناسيان جاء فيه: “75 عامًا، خمسون منها عاشها في الخدمة الكهنوتيّة بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، الذي يحتفل بذكرى سيامته الكهنوتية . وقفة مفعمة بالمشاعر شكّلت أيضًا مناسبة للتأمّل حول مصير الأرمن وحول ضرورة نشر رسالة الأخوة التي يحتاجها العالم. تاريخ، يكتسب أيضًأ أهمية أكبر منذ أن قام البابا فرنسيس، في هذا اليوم نفسه لسبع سنوات خلت، بزيارة حجٍّ إلى أرمينيا، “أول دولة مسيحية”، على سفح جبل أرارات، حيث هبطت سفينة نوح والنقطة التي استأنفت فيها الحياة مسارها بعد الطوفان الشامل. من الكنيسة الشهيرة لمدينة نابولي التي تحرس ذخائر القديس غريغوريوس – الأساس في ارتداد الشعب الأرمني إلى المسيحية، وليكون هكذا أيضًا أول شعب يتبنى العقيدة المسيحية كإيمان للدولة – استرجع البطريرك رافائيل بدروس مراحل دعوته، التي عاش ثلاثة وثلاثين سنة منها في الحرب، كما ذكر هو نفسه، أولاً ككاهن، ثم كأسقف لأرمينيا وأوروبا الشرقية والآن كبطريرك”.