لفت وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى الى ان “ترميم المخطوطة عمل ثوري بكل ما للكلمة من معنى، لأن المخطوطة جزء من التاريخ والتاريخ جزء تكويني من الوعي الحضاري والثقافي، ودورنا كوزارة تأسيسي في دعم الترميم كجزء من مسار توعوي قومي ووطني”.
كلام المرتضى جاء خلال رعايته حفل اختتام دورة تدريبية عن “اسس علوم وفنون ترميم المخطوطات والوثائق القديمة” لمناﺳﺒﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑـ”ﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ” التي نظمتها الاكاديمية الدولية للعلوم وشركة TBC في مقرها في ضهر العين في الشمال، او ذلك ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024 ، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومعهد المحفوظات العربية في القاهرة، في حضور رئيس مجلس إدارة شركة T.B.C والأكاديمية الدولية للعلوم فادي عدره، ممثل عن مدير معهد المخطوطات في منظمة الألكسو الدكتور مراد الريفي، المستشارة بشرى بغدادي عدره وحشد من الفاعليات الثقافية والفكرية والإعلامية.
ومما جاء في كلمة الوزير المرتضى:”الإحتفاء بترميم المخطوطات والوثائق القديمة هو ترميم للماضي المحتفي بنفسه إنما بهدف التخاطب مع الحاضر والمستقبل، فغالبا ما يكون التاريخ محجوبا بحرف أو جزئية فيأتي المرمم ليحيي الرميم مستأنسا بقدرة الخالق على إحيائه دون أن يضاهيه في إحياء النفوس. إنما النصوص أيضا جزء بالغ الأهمية في ترميم النفوس خصوصا عندما يلقي الضوء على الأحداث فيعمل على تنوير الوعي وتغيير القناعات”.
وقال :”من هذا المنطلق، فإن ترميم المخطوطة عمل ثوري بكل ما للكلمة من معنى. المخطوطة جزء من التاريخ والتاريخ جزء تكويني من الوعي الحضاري والثقافي، ودورنا كوزارة تأسيسي في دعم الترميم كجزء من مسار توعوي قومي ووطني”، معتبرا ان “توثيق الوثيقة إذا صح التعبير، هو جزء لا غنى عنه في تأكيد صحتها وفي تمييزها عن المنحول والمزور، وهو أولا وأخيرا فعل مقاومة ضد طمس الحقائق وضد فرض سرديات وهمية غالبا ما تستثمر في السياسة، وهذا بالتحديد ما يقوم به العدو حينما يفرض سرديته بحجب الوثيقة المناهضة لسرديته”.
أضاف:”إذن وبما لا لبس، فيه يكمن اعتبار ترميم الوثيقة والمخطوطة عملا تسليحيا يستهدف الوعي الجماعي ولا يمكن بأي حال من الأحوال إدراجه في خانة الترميم للترميم تماما، كما لا يمكن إدراج الفن المرتبط به في خانة الفن للفن فيتحول الجهد لا سمح الله إلى نشاط لا طائل منه”، وقال:”من هنا ترتدي دورتكم التدريبية أهميتها وقيمتها وتستحق تحية تقدير نوجهها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ولمعهد المخطوطات العربية في القاهرة، عاطفين تحيتنا للأكاديمية الدولية للعلوم ولشركة تي بي سي وللأكاديمية الدولية للعلوم التي تستضيف اليوم ختام الدورة التدريبية حول العنوان الذي ذكرنا”.
وتابع :”ان إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024 يأتي في السياق نفسه حيث أردنا من خلال الفاعليات التي ننظمها في الفيحاء في الأشهر المقبلة، إظهار هذه المدينة على حقيقة بهائها. أولم تكن هذه المدينة هي أيضا ضحية مظلومة لوثائق مكتوبة وغير مكتوبة صورتها على عكس ما هي؟ أليست هي بذاتها مدينة النور الذي حاول أولاد الظلمة أن يطمسوا نورها حتى أتينا بمساهمتنا المتواضعة رد الظلمة والظلم عنها؟ أو ليست فلسطين مستحقة هي أيضا رفع ضيم التزوير عن تاريخها حيث يستميت الصهاينة في حجب تاريخها لصالح تاريخ تلمودي هجين؟”.
ولفت الى انه “من هذا المنطلق، نقترح جهدا ينصب على دحض أباطيل الصهاينة وكشف بهتان وثائقهم حول أحقية لهم في ما يسمى هيكل سليمان الذي بنوا عليه مقولة شعبهم المختار”.
وختم قائلا:”كل الدعم لهذه الفاعلية الآن وفي المستقبل ووزارة الثقافة تقف قلبا وقالبا مع جهودكم المباركة ومع مواهب متدربيكم وكوادركم ليثمروا ما تدربوا عليه إفصاحا وإفساحا، أعني بهما الإفصاح عن فصيح وفسيح حضارتنا والإفساح في المجال للناشئة والبحاثة كما للرأي العام حتى يفرق الجميع بين الحق والباطل، وبين الأصلي والمزور وبين التاريخي والخرافي ، والأهم الأهم ، بين ما نحن عليه من حضارة تبني الإنسان وما هم عليه أعداء الإنسانية”.
عدره
ثم كانت كلمة لرئيس رئيس مجلس إدارة شركةT.B.C. والأكاديمية الدولية للعلوم فادي عدره رحب فيها بالحاضرين، وقال:” نجتمع اليوم في هذا الصرح الذي تم إنشاءه من أجل حفظ وترميم جميع المقتنيات الأثرية والتراثية بفريق متكامل من الدكاترة والأخصائيين والفنيين والمهندسين، وضمن المعايير الدولية المعتمدة لخدمة هذا التراث الغني بعبق الأجداد والتاريخ والفنون، وذلك بمناسبة فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية 2024، وضمن النشاطات والمشاركات الدولية وبمناسبة احتفاء بيوم المخطوط العربي تحت شعار تراثنا المخطوط ومقومات التواصل الحضاري، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومعهد المخطوطات العربية، قمنا بدورة تدريبية تحت شعار أسس علوم وفنون ترميم المخطوطات والوثائق القديمة”.
وقال:”اليوم نختتم هذه الدورة بتوزيع الشهادات على المشاركين برعاية وحضور وزير الثقافة صاحب الهمة العالية والأخلاق الرفيعة، ومشاركته الدائمة ودعمه لجميع الفعاليات في طرابلس عاصمة الثقافة العربية، وحضور نخبة من أهل مدينتي طرابلس الحبيبة الغالية الشامخة بتراثها وأهلها المتميزين المبدعين. باسمي واسم جميع الزملاء في الأكاديمية والشركة، لكم منا كل الشكر والاحترام والتقدير”.
بعد ذلك، جال وزير الثقافة على مبنى الأكاديمية والشركة واطلع على طريقة ترميم المخطوطات والمقتنيات الاثرية والتاريخية الموجودة والذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والأكثر تطورا على صعيد المنطقة والعالم، منوها بعمل المركز .
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على المتدربين والتقاط الصور التذكارية.