أكّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى في حديث إلى قناة “الجديد” أن “سعي إسرائيل لمحو الموروث الثقافي اللبناني أمر يجب على الجميع أن يعي خطورته، فهو يسعى إلى تحقيق ذلك لجملة أسباب منها أهدافه المضمرة ومطامعه التوسعية في لبنان، ومنها أزمته المزمنة مع لبنان وهاجسه في ضرب نموذج التنوع والعيش الواحد عن طريق حرمانه من إرثه وتاريخه الثقافي”.
وقال: ” الحقد الإسرائيلي المزمن على لبنان ومحاولة العدو الدائمة للبحث عن أثر تاريخي يشكل دلالة على وجوده و أحقيته، هو دون جدوى وهو يعيش هاجساً مع الهوية الرابطة للشعب اللبناني التي نستمدها من الموروث الثقافي لتاريخنا المشترك”.
وبالنسبة الى الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في مجال حماية التراث الثقافي والمعالم الأثرية اللبنانية، أكد أنه “بوشر العمل على هذا الملف منذ شهرين بالتواصل مع المحافل والمراجع الدولية لا سيما اليونسكو وهي المنظمة المعنية بالحفاظ على الموروث الثقافي والانساني في العالم، ولا سيما أن هذه ليست ملكاً لدولة بقدر ما هي ملك للإنسانية و للبشرية جمعاء، ما أدى بعد جملة شكاوى ورسائل الى تجاوب من اليونسكو التي قررت عقد جلسة في 18 من الشهر الجاري في باريس من أجل منح الحماية المعززة للمعالم الأثرية اللبنانية، ما يعني أنه إذا أقدم أي طرف على استهدافها سيتعرض للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية كفرد مجرم لا دولة مطالبة بتعويض فحسب”.
وأشار الى “أن العدو الاسرائيلي، بعدما شهد إصرار وزارة الثقافة اللبنانية على حماية وحفظ الموروث الثقافي، بعث برسالة إلى الجهات المعنية اتهم فيها لبنان بالتسبب بتهديد وضرب المواقع الأثرية في فلسطين المحتلة بالرغم من أن العدو غير منضوٍ في منظمة اليونيسكو”، وقال: “لا نعرف حقيقةً إن كان هذا التحرك من الجانب الإسرائيلي من تلقاء ذاته أو هو بإيعاز من طرف ثالث. إن لبنان يتحرك بفاعلية لضمان معاضدة الدول الشريكة لنا في اليونسكو ، لتأكيد موقفنا وحقنا، ومن هنا حاولت إسرائيل تقديم شكواها لذر الرماد في العيون.”
وجدد تأكيده “محاولة إسرائيل الدائمة لعب دور الضحية فيما هي الجلاد، فهي التي تقتحم دور العبادة من كنائس و مساجد و تعيث فيها فسادًا و دمارًا”، وقال: “ما يحصل في الجنوب يظهر أنه ليست المقاومة من يستهدف المدنيين ولا المعالم الأثرية كما يفعل العدو، فالمقاومة حريصة كل الحرص على أن تقود هذه المواجهة ضد العدوان بكل اخلاقية والجميع يشهد أن عمليات المقاومة تأتي في سياق الرد على العدوان دون أن تستهدف ما يمس الموروث الثقافي في فلسطين المحتلة، بل إن عملياتها محصورة في استهداف مواقع عسكرية للعدو، والكتاب الذي أرسلته إلى المديرة العامة لليونسكو يؤكد أن المقاومة في لبنان كما في فلسطين المحتلة ، حريصة على المواقع الأثرية حرصها على روحها، فالمقاومة تعتبر ان هذه المواقع هي ملك لتاريخ شعب لبنان و شعب فلسطين”.
وفي ما يتعلق بالمعركة الاخلاقية في مواجهة عدو ليس لديه حد ادنى من الأخلاق أو حفظ تراث الشعوب وحقوق الإنسان، اعتبر أن “ما ترتكبه اسرائيل هو جرائم حرب موصوفة تؤهل لبنان للتقدم بالدعوى تحصيلًا للتعويض، سيما أن المواقع الأثرية الستة المدرجة على لائحة التراث العالمي ومن ضمنها بعلبك و صور تُلزم العالم بحمايتها و تمنع أي طرف من المس بها إبان الحروب ومسارعة وزارة الثقافة الى تجاوز الاجراءات المتبعة حين نشر الناطق باسم جيش العدو قبل عشرة أيام خريطة بيانية لأماكن مزمع استهدافها في مدينة بعلبك ، كانت تشمل المعلم الأثري لهياكل بعلبك، ومطالبة رئيس الحكومة بالتواصل السريع مع الرئيس الفرنسي فوراً كي يقوم بما يلزم للجم الإسرائيلي وقد تمكن من لجمه كي لا يستهدف المعلم الأثري في بعلبك”.
وعما اذا ما كان قد حمّل رسالة الى دولة رئيس الحكومة ليتوجه بها في القمة العربية والإسلامية بخصوص حماية المواقع التراثية، أشار الى أنه ” على تواصل يومي مع رئيس الحكومة للتداول في هذا الصدد، وأن ميقاتي على دراية كاملة لهذه القضايا و يعرف تماماً ما يجب القيام به وما يحمل معه من مطالبات إلى القمة، ولا سيما أنه يدرك أن القطاع الثقافي من المقومات المهمة جداً ليستثمرها لبنان في إعادة نهوضه و ازدهاره اقتصادياً”.