عقدت “الجبهة السيادية من أجل لبنان” مؤتمرا صحافيا في مقرها في السوديكو، ناقشت خلاله مبادرة الموفد الأميركي آموس هوكستين، معلنة رؤيتها وموقفها من التطورات الأخيرة في بيان تلاه منسق عام الجبهة كميل جوزيف شمعون في نهاية المؤتمر.
وقد حضر الاجتماع الذي سبق المؤتمر الى أعضاء “الجبهة السيادية”، رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، النائب السابق ادي أبي اللمع، عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية لينا الجلخ، ورئيس حزب حركة “التغيير” المحامي ايلي محفوض .
شمعون
بداية، قال رئيس حزب الوطنيين الأحرار: “إذا أردنا كلبنانيين ضمان حدودنا وحقوقنا دوليا من المفروض العودة الى معاهدة الهدنة التي حصلت بين لبنان واسرائيل سنة ١٩٤٩. وهي كانت الضمان لجميع المناطق المتنازع عليها جنوبا، لانها كانت معاهدة من دولة إلى دولة وليست من ميليشيا إلى دولة كما يحصل اليوم” .
ابي اللمع
بدوره، قال ابي اللمع: “لا خلاص للبنانيين إلا بالعودة الى القانون والدستور. ولو سلم حزب الله سلاحه عام ١٩٩١ كنا بغنى عن مشاهد الموت والدمار. وأوضاع لبنان لن تستقيم سوى بدولة فعلية تمتلك وحدها القوى العسكريّة وقراري الحرب والسلم. ولا تفاوض يسلك الطريق الصحيح إلا بتطبيق القرارات الدولية. آن الآوان لعودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة” .
محفوض
وقال رئيس حركة “التغيير: “مشهدان طبعا الصورة السياسية اللبنانية خلال الأيام الماضية: مشهد الوفد الإيراني في المطار وردات فعله وفورة الغضب غير المبررة على إجراءات قانونية روتينية عادية، والمشهد المقابل ما حصل مع موفد الرئيس الأميركي الذي خضع مع الوفد المرافق له للتفتيش، وأكثر من ذلك فقد بادر هوكستين من تلقاء نفسه الى وضع حقيبته على جهاز السكانر لكي يُكشَف عليها تطبيقا للقوانين”.
اضاف: “سؤالي للإيرانيين هل تسمحون في بلادكم بمرور أي مسؤول لبناني دون الخضوع للإجراءات القانونية والأمنية التي تسري على الجميع؟ إلاّ إذا كنتم ما زلتم تعتقدون أن بيروت خاضعة لطهران كما هي الحال مع أكثر من عاصمة عربية تصنفونها بأنها تحت سيطرتكم. مسرحيتكم في مطارنا الدولي أعادت أمامنا مشهد تباهيكم بأنكم ربحتم الإنتخابات النيابية في لبنان وأن إيران أصبح لها 72 نائبا في البرلمان اللبناني. من هنا، أتوجه الى الرأي العام اللبناني الذي عليه أن يرفع الصوت وأن يصرخ وأن يرفض وأن يعترض وأن ينتفض على الهيمنة الإيرانية على لبنان”.
وتابع: “من نحن يا سادة؟ ما هو دورنا في هذه الجمهورية المتآكلة؟ من يقرر عنا؟ من هو صاحب القرار اللبناني؟ أسئلة كيانية سيادية وجودية يطرحها كل لبنانية ولبناني وعلينا إيجاد أجوبة مقنعة. من نحن؟ نحن الشعب المغلوب الممنوع عليه أن يرفع الصوت. دورنا مجرد من أي إرادة بتقرير مصيرنا، ونحن كلبنانيين علينا الرضوخ والقبول ومن يعترض منا مصيره إما التخوين أو مصير لقمان وجبران وبيار ورفيق الحريري. الأهم والأخطر ما سمعناه وما سوف يسمعوننا إياه غدا أو بعد غد إننا منتصرون وغالبون”.
وختم: “بربكم أوقفوا التفاهات والسخافات فالبيوت مدمرة والجنوب بقعة رماد والجثث تحت الأنقاض. من يريد ان يموت فليمت وحده ولا يأخذنا بعد اليوم، الى الموت المجاني”.
البيان الختامي
وختم المؤتمر ببيان “الجبهة السيادية” الذي تلاه منسقها كميل جوزيف شمعون وقال فيه: “لا يزال لبنان يتعرّض لأشرس حرب حيث تكثر المبادرات من دون الأخذ بالإعتبار برغائب الشعب اللبناني الذي يعاني من تخمة الطامعين بأرضه، ناهيك عن الفوضى في إساءة تفسير الدستور الذي تحوّل الى وجهة نظر خاصة في ظلّ تغييب إنتخاب رئيس الجمهورية حيث تسود شريعة الغاب من خلال السطوة على صلاحيات رئيس الجمهورية المناط به حصريا التفاوض بإسم الجمهورية اللبنانية” .
اضاف: “إن الجبهة السيادية من أجل لبنان تجدد الدعوة الى المجتمع الدولي بضرورة الذهاب قدما باتجاه إنفاذ القرارات الدولية 1559 و 1680 و1701 بدون أي تجزئة أو انتقائية لتلك القرارات، وإلا فإننا سنكون عرضة من جديد لمزيد من الإنتهاكات الأمنية والعسكرية بين الفترة والأخرى كما يحصل اليوم”.
وتابع: “إن الجبهة توّجه الدعوة الى جميع اللبنانيين في هذا الظرف الدقيق والخطير كي يعبروا الى منطقة السلام الحقيقي من خلال الركون الى مؤسسات الدولة وحدها دون أي شراكة بوظائفها مع أي حزب أو ميليشيا مهما رفعت من شعارات خارج إطار الشرعية”.
وقال: “إن الموفد الأميركي هوكستين الذي حضر مرارا الى لبنان حاملا بين يديه أطروحات وأفكارا لا بدّ أن تضع بنهاية المطاف حدا للحرب الدائرة على أرضنا، وهي حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل إنما هي حرب غرباء على أرضنا، إنها حرب إيرانية إسرائيلية ضمن حسابات مصالح أممية على لبنان أن يُخرج نفسه منها بأسرع وقت حتى يتسنّى للبنانيين لملمة أوضاعهم وبلسمة جراحهم وأن يتعظوا ويتعلموا أن لا بديل للدولة في كل المجالات” .
اضاف: “تؤكد الجبهة على أن رسالة هوكستين لا بد أن تتضمن ليس فقط وقف الحرب إنما ضمان عدم تجددها من خلال ترك الأسباب وراء اشتعال فتيل حروب جديدة، من هنا على الزائر الكريم الأخذ بالإعتبار أهمية القرارات الدولية المنوه عنها أعلاه كي تكون الضمانة والضامن لمنع إنزلاق لبنان الى مزيد من الحروب”.
وختم: “تدعو الجبهة كل من لا يزال يحمل السلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية كي يبادر فورا، وحقنا لمزيد من الدماء وحفاظا على ما تبقى، الى الركون لمؤسسات الدولة وأجهزتها والعمل على قرار طوعي بتسليم السلاح الى الجيش اللبناني بدل تسليمه الى جهات خارجية كما يحصل اليوم مثلا في الجنوب”.