أكد وزير الخارجية الإيطالية أنطونيو تاياني، اليوم، أن فعاليات حوارات المتوسط التي انطلقت أمس في العاصمة روما، عشية انعقاد قمة مجموعة السبع في فيوجي، تعد نقطة مرجعية بشأن القضايا الاستراتيجية في المنطقة. وقال تاياني لدى افتتاح الفعاليات: “إن السياسة الخارجية الإيطالية ملتزمة بقوة ضمان أن يكون البحر الأبيض المتوسط مساحة للسلام والنمو والتنمية، وفقا لما نقله موقع “ديكود 39″ الإيطالي”.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الإيطالي إدموندو تشيريلي في جلسة “ضمان الاستقرار الاقتصادي في أوقات الحرب والاضطرابات” خلال الدورة العاشرة لحوارات المتوسط، أن إيطاليا تلعب دورا مركزيا في التوسط في الصراعات في الشرق الأوسط وحماية حرية التجارة العالمية. وحوارات المتوسط هو منتدى دولي تنظمه وزارة الخارجية الإيطالية ومعهد الدراسات السياسية الدولية ispi في إيطاليا.
وأشار إلى أن “عدوان 7 تشرين الأول أدى إلى أزمة شملت غزة ولبنان وحتى اليمن. وأكد أن “المساهمة الإيطالية الإنسانية في مبادرة الغذاء من أجل غزة، فضلاً عن الدعم الديبلوماسي في سوريا”. من ناحية أخرى، تحدث عن أهمية حرية التجارة، مشيراً إلى أن “إيطاليا من بين الدول التي تتمتع بأعلى الصادرات مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي”. وشدد على “ضرورة مواجهة الحمائية والتهديدات التي تتعرض لها حرية الملاحة، وهي أمور أساسية للاقتصاد العالمي”.
كما أكد “الحاجة إلى الاستثمار في البنى التحتية الاستراتيجية الجديدة”، مشيرًا في هذا الصدد إلى ممر الشرق الأوسط وممر لوبيتو في أفريقيا”.
حضر افتتاح فعاليات المتوسط، الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا. فيما يترأس تاياني، اليوم جلسة مخصصة لمنطقة غرب البلقان وسيتحدث في الحفل الختامي مع رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
وتمّ إعداد نسخة هذا العام للتفاعل مع اجتماع مجموعة السبع. وسيكون من بين المشاركين وزراء خارجية كرواتيا والأردن ومصر والهند وليبيا ولبنان واليمن وفلسطين.
وتمت دعوة دول غرب البلقان لأول مرة للمشاركة في الفعاليات، بالإضافة إلى وزراء خارجية ألبانيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود. كما يشارك أيضًا ممثلون رفيعو المستوى عن المنظمات الإقليمية والدولية، منهم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
يستقبل تاياني وزراء خارجية دول مجموعة السبع في “قصر ديلا راجيوني” التاريخي. وسيتم تخصيص الجلسة الأولى من الأعمال للوضع في الشرق الأوسط والبحر الأحمر.
كما يتطرق الاجتماع إلى سبل دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان، ومبادرات لدعم السكان وتعزيز أفق سياسي ذي مصداقية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. بالإضافة لذلك، ستتم مناقشة قرارات المحكمة الجنائية الدولية وتأثيراتها المحتملة على الأزمة الحالية في لبنان وغزة. وفي ما يتعلق باليوم الثاني للاجتماع، ستتركز المناقشات حول أوكرانيا بحضور وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، مع جلسة بشأن سبل دعم كييف لمواصلة التصدي للعدوان الروسي ومبادرات إعادة الإعمار المستقبلية وآفاق تحقيق السلام العادل. كما سيتم التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي منطقة استراتيجية للأمن والتجارة العالميين. وسيحضر وزراء خارجية الدول الآسيوية الكبرى مثل كوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا والفلبين .وفي هذا الصدد، شدد تاياني على “العمل مع الشركاء المدعوين، من أجل حماية النظام المشترك المتعدد الأطراف، لضمان السلام والازدهار العالميين من خلال إبقاء الحوار مفتوحا مع جميع الجهات الفاعلة المعنية”.