تقرير وتصوير هلا الحاج حسن
مع إعلان وقف إطلاق النار، انطلقت قوافل النازحين من مراكز الإيواء، والمناطق التي نزحوا إليها، متوجهة صوب ديارهم في البقاع وبعلبك الهرمل. كانت الفرحة عارمة على وجوههم وهم يعودون إلى قراهم وبلداتهم، حاملين معهم أمتعتهم القليلة ووجوهاً مشرقة بالأمل.
“نحن انتصرنا وعدنا إلى ديارنا وسنفترش الأرض أن لم نلقَ منازلنا”، هكذا عبر أحد النازحين العائدين عن مشاعره وهو يقف أمام منزله المتضرر. كانت هذه الكلمات تعكس إصرار وعزيمة الشعب اللبناني على مواجهة التحديات وإعادة بناء حياته.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالمشاعر المتضاربة، بين الفرح بالعودة والحزن على الخسائر، انتشرت دوريات الجيش اللبناني على جميع الطرقات الرئيسية وقامت بتوزيع مناشير توعوية وقائية على العائدين، وكان هناك حضور قوي للمجتمع المدني. فقد قامت جمعية الرسالة الإسلامية بدور بارز في تقديم المساعدات للنازحين، حيث انتشرت سيارات الإسعاف التابعة للجمعية على طول الطريق الدولية، وتولت تقديم الإسعافات الأولية عند اي طارئ.
فعند مفرق إيعات، الذي يشهد حركة كثيفة للنازحين العائدين من القرى المسيحية دير الاحمر وبشوات وبرقا التي آوتهم طيلة فترة العدوان الإسرائيلي قام شبان بتوزيع الحلوى، معبرين عن فرحتهم بعودة النازحين ومساهمتهم في تخفيف معاناتهم. وقد أطلقوا على هذه الحلوى اسم “حلوى النصر”، تعبيراً عن انتصار هذا الشعب المؤمن بالحياة.
وفي كل البقاع وبعلبك الهرمل، استقبل الأهالي الصامدون عائديهم بحفاوة بالغة، معبرين عن فرحتهم بعودة أبنائهم، وزينت الشوارع بالأعلام اللبنانية.
ولكن الفرحة لم تخفِ حجم الدمار الذي خلفه العدوان. فالكثير من المنازل دمرت، والبنى التحتية تضررت، والأراضي الزراعية باتت بحاجة إلى إعادة تأهيل. ورغم ذلك، كان الإصرار على إعادة البناء هو السمة الغالبة على وجوه العائدين.
إن عودة النازحين إلى البقاع وبعلبك الهرمل هي انتصار للإرادة الإنسانية، وتأكيد على تمسك الشعب اللبناني بأرضه ووطنه. ورغم التحديات الجسام التي تواجههم، فإنهم عازمون على إعادة بناء حياتهم من جديد.