اعلنت جمعية “انسان للبيئة والتنمية” HEAD في بيان، انها “شاركت في مؤتمر الأطراف ال29 لتغير المناخ (COP29) في باكو، بصفتها معتمدة لدى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ونظمت الجمعية حدثا جانبيا بعنوان “حملة التعريف باليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية”، بمشاركة الجمعية الكويتية لحماية البيئة واستضافة ممثلين عن جامعة الدول العربية والشبكة العربية للبيئة والتنمية و3 دول عربية هي العراق وفلسطين واليمن”.
العبيد
وتناول ممثل الجمعية الدكتور داني العبيد في كلمة الجمعية “التأثيرات الخطيرة للحروب على بيئة لبنان وكيف تعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، وقال: “يواجه بلدنا لبنان صراعات لا تهدد حياة البشر فحسب ، بل تهدد الموارد الطبيعية الضرورية لبقائنا. ويزداد الضعف البيئي في لبنان بسبب هذه النزاعات، حيث تعمل إزالة الغابات والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي كحواجز أمام العمل المناخي”.
اضاف: “الندوب البيئية التي خلفتها الحرب تقلل من قدرتنا على تنفيذ الممارسات الصديقة للمناخ والحفاظ على مواردنا الطبيعية، ومن دون اتخاذ إجراءات عاجلة، تستمر مرونة النظم الإيكولوجية والمجتمعات المحلية في لبنان في الضعف، مما يخلق آثارا متتالية على كل جانب من جوانب التنمية المستدامة”.
وتابع: “كما ادت النزاعات في لبنان الى تسرب 15,000 طن من النفط خلال حرب 2006، وإزالة الغابات مما أدى إلى تقليص الغطاء الحرجي إلى أقل من 13%، والألغام الأرضية التي تجعل الأراضي الزراعية غير صالحة للاستعمال، وادت ايضا الى تدهور البنية التحتية للمياه، وزيادة انعدام الأمن الغذائي بسبب الأراضي المهجورة، وتعاظم المخاطر البيئية مثل التصحر”.
واكد العبيد أن “تحقيق الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة (السلام والعدل والمؤسسات القوية) هو أمر جوهري لإعادة بناء النظم البيئية ودفع عجلة التنمية المستدامة، هناك جهود محلية ودولية تقدم الأمل، ولكن التعاون المستمر أمر ضروري”.
فتح الله
في كلمته أشار مدير إدارة شؤون البيئة بجامعة الدول العربية ورئيس الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤوليين عن شؤون البيئة الدكتور محمود فتح الله إلى ان “استخدام البيئة في الحروب يجعل من اثر الحروب أثر ممتد عبر الأجيال القادمة، حيث ان تدمير البيئة ينعكس على فترات طويلة في المستقبل ويحرم الأجيال المستقبلية من حقهم في العيش في بيئة سليمة، وللأسف فإن هذا الوضع تعاني منه عدة دول عربية من بينها فلسطين، لبنان، السودان، ليبيا، اليمن، كما يمتد أثره إلى دول أخرى نتيجة نزوح أعداد كبيرة من الدول التي تعاني من الحروب إلى دول اخرى قريبة، ويترتب على هذا الوضع الضغط على الموارد الطبيعية بشكل كبير في الدول المستقبلة للاجئين، مما يجعل الأثر البيئي للحروب لا يقتصر على الدول التي لديها حروب وانما يمتد إلى الدول المحيطة كذلك”.
وتطرق الى “جهود جامعة الدول العربية في التنسيق مع كافة الدول العربية اثناء الدورة السادسة للجمعية العامة للبيئة التي عقدت اوائل عام 2024 في نيروبي، لاتخاذ قرار بشأن حماية البيئة في الدول التي تعاني من صراعات مسلحة حسب تضمن القرار حق الدول في الحصول على تقييم لحالة البيئة وتوفير تمويل لإعادة تأهيل البيئة في تلك المناطق”.
كما شاركت رئيسة الجمعية المهندسة ماري تريز سيف خلال المؤتمر، في الحدث الجانبي الذي نظمته الشبكة العالمية للحد من الكوارث GNDR ، كونها المنسق ونقطة الاتصال في الشبكة، بعنوان “تحديد الخسائر والأضرار: صوت محلي في تمويل المناخ ودراسة حالات من لبنان”.
وكانت لمشاركة الجمعية وخبراتها وتجاربها وتوصياتها بشأن الخسائر والأضرار التي لحقت بأولئك الذين يعيشون على خط مواجهة مخاطر الحروب والصراعات في لبنان ومن خلال الأحداث في المنطقة”، بحسب بيان الجمعية.