افتتح صندوق الزكاة في لبنان مشروع صندوق الزكاة في المنية ويضم مسجد المصطفى ومقر الصندوق والقاعة، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بمفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام.
حضر الحفل ممثل الرئيس سعد الحريري الشيخ الدكتور علي الجناني، ممثل النائب أحمد الخير رئيس اتحاد بلديات المنية خالد الدهيبي، النائبان السابقان كاظم خير وعثمان علم الدين، مفتي عكار الشيخ محمد زيد بكار زكريا، ممثل الأمين العام ل”تيار المستقبل” أحمد الحريري توفيق حامد، رئيس مجلس الأمناء في صندوق الزكاة في لبنان القنصل محمد الجوزو والمدير العام للصندوق الشيخ الدكتور زهير كبة، رئيس صندوق الزكاة في المنية عبد الغفور علم الدين، عضو المجلس الشرعي الشيخ فايز سيف، رئيس “الحركة الوطنية المستقلة” فادي الخير، رئيس مكتب أمن الدولة في المنية -الضنية العميد خالد الحسيني، آمر فصيلة درك المنية المقدم رامح فهد، المقدم محي الدين علم الدين، رؤساء بلديات المنية، مركبتا، بحنين، دير عمار، برج اليهودية والمحمرة، أعضاء مجالس اختيارية وفاعليات من المنطقة.
بداية تلاوة آيات من القرآن الكريم لرئيس صندوق الزكاة في القلمون الشيخ زياد الحاج، فالوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء في لبنان وغزة.
وبعد كلمة ترحيبية لعريف الحفل طارق الحلاق وعرض فيديو توثيقي لمراحل تشييد المشروع، تحدث كل من رئيس صندوق الزكاة في المنية، الشيخ فايز سيف باسم “الجمعية اللبنانية الإسلامية” في أوستراليا، الشيخ عبد الغفار الزعبي باسم جمعية “أبناء المنية وضواحيها” الخيرية في أوستراليا، فأكدوا أن “افتتاح هذا الصرح هو خطوة مباركة لم تكن لتتحقق لولا فضل الله أولا، ثم الجهود المخلصة والعطاءات الكريمة التي بذلها أهل الخير والإحسان من لبنان وخارجه”.
وشكروا مصطفى وأحمد عبد الله رستم على “تبرعهما السخي بالأرض كصدقة جارية عن روح والديهما”. كما شكروا “دولة الكويت وخاصة بيت الزكاة الكويتي الذي تكفل بالبناء عن روح دلال المعجل”.
وأشادوا ب”الجهود الجبارة التي بذلها رجال الأعمال والخيرون في أستراليا، الذين ساهموا من خلال مؤسساتهم وجمعياتهم في دعم هذا المشروع”.
ولفتوا الى أن “جهود صندوق الزكاة أدت الى ترسيخ قيم العطاء والتضامن، حيث يعمل بفروعه المتعددة بروح التعاون والتكافل، كما يعتمد نهجا علميا في التخطيط والتنفيذ، والشفافية والمساءلة لضمان وصول المساعدات الى مستحقيها”.
الجوزو
من جهته، قال رئيس مجلس الأمناء في صندوق الزكاة: “إن النجاح لا يأتي صدفة أو بضربة حظ كما قد يتصور البعض، بل هو نتاج عمل جاد ومخلص مدعوم بتخطيط ورؤية واضحة، فالنجاح هو ثمرة الإخلاص والإتقان، وإن النهوض بالمجتمع وتحقيق أمانه واستقراره يرتبط ارتباطا وثيقا بهمة أبنائه وحبهم له، وبناء الصروح التي تثبت الجذور سواء أكانت صروحا تربوية أو صحية أو اجتماعية أو خيرية”.
أضاف: “إن صندوق الزكاة هو أكثر من مؤسسة خيرية، فهو أداة للتنمية ومكافحة الفقر، والزكاة هي نظام اجتماعي شامل يهدف إلى تعزيز التماسك والتكافل بين أفراد المجتمع، وإطلاق هذا المقر هو استثمار في مستقبل هذه المنطقة وأهلها، ويجب توجيه أموال الزكاة نحو مشاريع إنتاجية وبرامج اجتماعية تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر، ويعزز من فرص التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي”.
وتابع: “استنادا الى الشفافية المطلوبة تم تكليف هيئة محاسبية رقابية للتدقيق في كافة نفقات ومصاريف وتكاليف ومداخيل هذا الصرح، وقد جاءت النتائج متوافقة ووفق المعايير المحاسبية المعتمدة وفق الأصول”.
وتمنى أن “يبقى صندوق الزكاة مستمرا في أداء رسالته السامية بخدمة الإنسان وتنمية المجتمع، وأن يبقى نموذجا للعمل الخيري المسؤول والمستدام”.
ممثل دريان
أما إمام فنقل تحيات مفتي الجمهورية وتبريكاته بإنشاء هذا الصرح المبارك، وقال: “إن الإسلام يريد كرامة الإنسان وراحته واحترامه والحياة الطيبة له، والله تعالى أنزل التشريعات والكتب لتكون أحكام شريعته على مر العصور، حافظة صائنة لكرامة هذا الإنسان”.
وعدد أركان الاسلام عارضا لأهميتها، مشيرا الى أن “هذه الأركان كتبها الله على كل مسلم وأوجبها عليه لتسمو روحه وتزكى نفسه ويحسن حركة الحياة بما يكفل كرامته وكرامة الناس الذين يتعامل معهم”.
وقال: “ان ركن الزكاة هو عبادة قبل أن يكون عملا ماديا بحتا، وله وجه اجتماعي، تضامني، وتكافلي، أما جوهره فهو الإنسان المزكي نفسه، بحيث تسمو روحه ويشعر بنعمة ربه عليه، وعند أداء فريضة الزكاة تقدم النفع للغير، ومن ثم ينعش المجتمع وتلغى الفروقات بين الطبقات وتمتن اللحمة بين شرائح المجتمع ويعم فضل الله”.
اضاف: “من أجل أداء ركن الصلاة، أوجدت المساجد حتى يجتمع الناس ويقفون صفا واحدا ويكونون أمة واحدة لإعلان الخضوع الى الله والتوجه اليه وتسبيحه، كذلك لأداء ركن الزكاة وفي عصرنا هذا، عصر المؤسسات، وجدت مراكز لها، تيسر على الناس أدائها وهي فروع صناديق الزكاة في المناطق”.
وتابع: “ان فكرة هذه الصناديق ليست كفكرة الجمعيات التي تؤمن الخير والمساعدات، وهذا جانب أساسي، إنما الجانب الأكبر هو رفع الوعي الجماعي لفريضة الزكاة، ليشعر المجتمع الإسلامي بأهمية هذا الركن، وأن يؤديه بشكله الصحيح، خاصة اليوم، مع توسع الأعمال وتنوعها، وهناك اجتهادات وأحكام جديدة للزكاة، كالأسهم ومشاريع البناء والشراكات وغيرها، وهذا ما يحتاج الى البصيرة والى الرجوع الى أهل المعرفة”.
وختم مباركا “هذا المركز في المنطقة التي عرفت بالكرم والعطاء من الداخل والخارج، حيث التفتت الى ضعفاء مجتمعها، وأساس هذا المركز يكون بنشر الوعي على صحة أداء الزكاة، ثم في سد حاجات المجتمع”.
إزاحة الستار
وفي نهاية اللقاء، أزيح الستار عن لوحة تذكارية، وكانت جولة في ارجاء المشروع.